السودان.. بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار
الرشاد برس ــــ عــــــربـــــــــــــــــــــــــــــــي
بدأ في السادسة من صباح اليوم الأحد بتوقيت الخرطوم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي يستمر 3 أيام.
وقد أعلنت الرياض وواشنطن مساء السبت، اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 72 ساعة، وذلك في بيان مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، نشرته وزارة الخارجية السعودية.
وقال البيان، إن الطرفين أكدا على أنهما خلال فترة وقف إطلاق النار سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات، والامتناع عن محاولة تحقيق مكاسب عسكرية أثناء وقف إطلاق النار.
وتابع البيان أن الجانبين اتفقا على السماح بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان، كما دعا طرفي الصراع إلى النظر في المعاناة الكبيرة التي يعاني منها الشعب السوداني، وضرورة الالتزام التام بوقف إطلاق النار وتوقف حدة العنف.
وأكد أنه في حال عدم التزام الطرفين بوقف إطلاق النار لمدة (72) ساعة، سيضطر الوسيطان إلى النظر في تأجيل محادثات السلام السودانية في جدة.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، محادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين المتصارعين، ما دفع الرياض وواشنطن لتعليق المفاوضات.
ويتبادل طرفا الصراع بالسودان الاتهامات بارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في إنهاء الاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم
وفي التطورات الميدانية، أفادت مصادر طبية سودانية بمقتل وجرح العديد من الأشخاص جراء قصف تعرض له حي اليرموك (جنوبي العاصمة السودانية)، مشيرة إلى أن القتلى والمصابين نُقلوا إلى مستشفى بشائر.
يأتي ذلك بينما نقلت وكالة رويترز عن وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم أن أكثر من 3 آلاف قتلوا وأصيب 6 آلاف منذ بداية المواجهات في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وتواصلت اليوم المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما في العاصمة الخرطوم وضواحيها، حيث سمع دوي المضادات الأرضية في جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم بالتزامن مع تحليق للطائرات الحربية في سماء العاصمة
في غضون ذلك، قال الفريق أول ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية إن قادة بعض الدول عرضوا التوسط بين الجيش ومن وصفهم بالمتمردين، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأضاف العطا -في مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت- “نحن نقول: الوساطة بيننا وبين المتمردين هي الذخيرة”.
وتابع بأن السودان يمرّ بما سماها “مؤامرة خبيثة”، يشترك فيها من وصفهم بأنهم عملاء وخونة في الداخل وفي عدد من دول المنطقة، قائلا “سنهزم المؤامرة التي يمرّ بها السودان”.
كما قال القائد العسكري السوداني إنهم ليسوا ضد قبيلة الرزيقات، وأشار إلى أنها من القبائل التي تدعم الجيش، مضيفا أنهم ضد “آل دقلو” الذين أغراهم البعض بحكم السودان، وفق تعبيره.
واعتبر الفريق أول ركن ياسر العطا أن السودان لن يحكم بتآمر وتحالفات مشبوهة، أو بالارتماء في حضن المافيا ومجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.
وندد العطا باغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر على يد مسلحين وصفتهم قوات الدعم السريع بأنهم “متفلتون”، وقال عطا إن اغتيال أبكر ينم عن “خسة وغدر وخيانة”.