الاسلام ينتشر في اوروبا….
بقلم/ حمير الحوري
ينقل البروفيسور اليمني ايوب الحمادي في صفحته مشاهداته عن انتشار الاسلام وتناميه في أوروبا خلال 3 عقود ونصف من دارسته هناك :
– أقول أن الإسلام اليوم في أفضل حاله مقارنة بالأديان الأخرى
– لي 3 عقود في الغرب ففي تركيا كنت في جامعة اسطنبول و قبلها في جامعة أنقرة قبل اكثر من عقد و نصف من الان و منعت ان اصلي فيها و لم يسمح لفتاه محجبة تدخل الجامعة و اليوم تغيرت الامور بشكل جذري بعد ان ظن ان الاسلام قد تم ترحيله من حياة العامة.
– ايضا الاتراك المبتعثون من المؤسسة العسكرية قبل عقدين للدراسات العليا في جامعتي كانوا اصدقاء لي وجدتهم اكثر التزام ديني منا العرب و هذا كان لي غريب و ايضا طلاب اندونيسيا و ماليزيا و غيرهم
– فاول ما دخلت مدينتي هنا في المانيا قبل 3 عقود كان لا يوجد الا شخص واحد يصلي, اي حتى تحديد الكعبة لم يكن معروف برغم وجود كمية عرب هنا كطلاب وقتها, غلب على اكثرهم نهج الماركسية.
– أيضا لم يوجد اي امرأة محجبة في شارع وقتها و ظل ذلك الحال سنوات, اي إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي و اذكر ان اول بنت محجبة كانت فلسطينية تدرس طب و كانت تعاني, كون الكل كان ينظر اليها باستغراب و تعجب. و حديث الشباب و الرجال كانت تدور حول أفكار سياسية او تنظرية او النساء, و حتى تجمعات الشباب العرب في الغرب و الشرق كان بهدف المراقص و الحفلات في غالبها و هكذا، ليوم الأحوال تغيرت بشكل كامل، فقط حولي هنا صار العربي او الهندي المسلم او التركي و الكردي و حتى الشيشاني و الالباني لا يبحث عن مرقص كان شاب أو كبير ولا يهتم بحفلة,
– و صار هنا اكثر من 3000 مسلم و مسلمة في المدينة يغلب عليهم المحافظة الدينية و هنأ صار جامع ملك أي مبنى كبير يتسع ل 800 شخص و اطفال عرب اتراك واكراد وحتى المان و غيرهم قاسمهم المشترك الاسلام في مختلف المدارس لا يمكن عدهم و نساء و بنات صغيرات بحجابات في كل شوارع مركز المدينة و مطاعم حلال, و صار هنا ايضا مقبرة اسلامية و نحن في مدينة ليست كبير و لا منطقة مهمة مقارنة ببرلين.
– عندما اوسع نظري في المدن الصغيرة اكثر حولي اجد في “شونا بك” على سبيل المثال اي مدينة ب 32 الف نسمة جامع و 100 اسرة مسلمة كما كتبت الصحيفة و في مدينة “بورج” اصغر منها ايضا جامع و محلات و في مدينة “اشتندال” ايضا جامع و محلات و هكذا, و عندما تسافر في داخل المانيا او فرنسا او اسبانيا او بريطانيا لن يكون عندك شعور انك مسلم وحيد و المضحك ايضا في محطة مونتي برناس في باريس سوف تجد شحاتين عرب او يتكلمون عربي, و لك ان توسع نظرك اينما تريد.
– لذا المظاهر و الارقام تقول ان عدد المسلمين في اوروبا ارتفع بشكل هندسي و سيزداد حتى لو اغلق الاتحاد الأوروبي لحدوده. ففي نظري للسنوات السابقة فقد ارتفعت نسبة المسلمين في السكان الأوروبيين الى اكثر من 4.9 في المائة و صار هناك شخصيات مسلمة منفتحة في البرلمانات و صار صوت المسلم الانتخابي أيضا يحسب بشكل مهم و اذا استمر هذا الاتجاه فقد يرتفع النسبة إلى 14 في المائة بحلول عام 2050
– اي بالأرقام المطلقة سيكون في اوروبا ليس أقل من 75 مليون مسلم و هذا يعني أن فرنسا مثلا قد تكون اول دولة يطغي عليها البصمة الإسلامية بشكل عددي و في قارة عجوزة يغلف عليها الشيخوخة يعني تغير ديمغرافي كبير لاسيما و في المانيا عدد المسلمين كان يتراوح بين 5.4% إلى 5.7% في عام 2015 و لو استمر الحال كما هو عليه النسبة في ظل هذه الظروف سيكون هناك حوالي 20% في عام 2050 مسلمون او من اصول مسلمة. الحصة في فرنسا و بريطانيا العظمى ستكون اصغر قليلاً.
– في السويد سيكون أكثر من 30 في المئة. و هناك شيء واحد مؤكد ان عدد المسلمين في اوروبا وايضًا في المانيا سينمو في المستقبل المنظور اي هذا ما يدركه الغرب.
– ونعود للارقام فمن ناحية المساجد يوجد اكثر من 2000 مسجد في المانيا مسجل. و في بريطانيا بسبب تزايد عدد المسلمين تم بناء اكثر من 1500 مسجد – معظمهم من السنة -. و يوجد حاليا حوالي 7 إلى 8 ملايين مسلم في فرنسا بناء على تقديرات تقريبية.
– اما عدد المساجد فالارقام تشير الى أكثر من 2200 مسجد في فرنسا. ايضا عندما انظر للطبقة المثقفة العربية كانت مهاجرة او مقيمة اجدهم طبقة ملتزمة و محافظة بخلاف الامر عن قبل ثلاثة عقود وحتى من كان متمرد و منفتح رجع يبحث عن ذاته وكأنها رحلة و قدر.
من صفحة الكاتب في الفيسبوك….