محلية

السودان : اشتباكات مستمرة.. والإعلان عن هدنة جديدة

الرشادبرس/وكالات

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، اليوم الأحد، تمديد الهدنة 72 ساعة، استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية.

وقال البيان الصادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع: “استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية، نعلن تمديد أجل الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة اعتباراً من منتصف هذه الليلة من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين، وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة”.

وبالتزامن، اتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات الدعم السريع بتنفيذ اعتداءات “سافرة ومتكررة” على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية.

وأضاف البيان: “ففي انتهاك صارخ لكل الأعراف والمعاهدات الدولية، اعتدت هذه القوات المتمردة بتاريخ 28 نيسان/أبريل الجاري على مقر السفارة الإندونيسية”، متهمة إياها بسرقة عربة دبلوماسية تتبع السفارة.

وأفاد شهود لوكالة “فرانس برس” بوقوع اشتباكات بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي.

ومن جنوب الخرطوم، قال شاهد: “هناك قتال عنيف جداً وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر”.

ووصلت، الأحد، إلى مدينة بورتسودان أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جواً، ضمن عمليات الطوارئ التي ينفذها منذ اندلاع المعارك في السودان، على ما أفاد مسؤولون في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف.

وأفاد بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر بأن الشحنة التي أرسلت من عمّان تزن ثمانية أطنان و”ضمّت معدات جراحية لدعم مستشفيات السودان ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدمون الرعاية الطبية للجرحى الذين أصيبوا خلال القتال”.

“كان الطرفان يطلقان تصريحات عن التفاوض والتسوية فيما كانا يعدان للمعركة من تحت الطاولة”

وأضاف الصليب الأحمر في البيان أنه “سيرسل طائرة ثانية تحمل إمدادات طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ”.

وقال المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية باتريك يوسف في المؤتمر الصحافي “تمكنا من الطيران إلى بورتسودان من عمان كطاقم طبي مع مستلزمات التعامل مع جرحى الحرب تكفي لاستقرار 1500 جريح”.

وأضاف: “نأمل الآن في إيصالها في أقرب وقت ممكن إلى بعض أكثر المستشفيات تكدّساً في الخرطوم”.

ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية ويقبع الكثيرون منهم في المنازل.

ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.

ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد بين القائدين العسكريين، لكنهما رفضا المحادثات المباشرة وتبادلا الاتهامات عبر وسائل الإعلام.

وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم، على دعم وساطة بقيادة أفريقية.

وكتب في “تويتر” أن “الأمم المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة”.

وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.

وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص حال تواصل القتال.

ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية، براً وبحراً وجواً.

وكانت وزارة الصحة السودانية قالت إن القتال طال 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

وغرق السودان في الفوضى منذ انفجر في منتصف نيسان/أبريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب “حميدتي”.

وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي، الأحد، في منتصف الليل.

وفي وقت سابق، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، بتحويل مستشفى إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى