مقالات

بشر القاتل بالقتل

مقال /سلطان القدسي

الرشاد برس ..

مثل متداول عند كثير من الناس بشر القاتل بالقتل ولو من بعد حين يكاد هذا المثل يصدق بشكل كبير وخاصة عند الساسة  والطامحين للسلطة الذين لايعرفون التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الإقتراع والإنتخابات الحرة النزيهة وإنما يعرفون لغة الإنقلابات والقتل وسفك الدماء والذي من خلاله يصلون إلى سدة الحكم بعد أنهار من الدماء ومهما تربع على عرش ملكه وشيَّد حراسته وقرَّب أقرب المقربين إليه وعيَّنهم في مناصب حساسة وجيَّش الجيوش لحراسته وحمايته وصار في أبراج مشيَّدة إلا أن شبح الأنهار الطائلة من الدماء التي سُفكت من أجل سلطته تُطارده ولكن ظناً منه أنه سينجو وسيفلت ويتخلص من وصمة هذه الدماء ولا شك ولا ريب أن الموت سيأتي حتماً سواءً تأخر أو تعجل وسواءً مات بمرض او بإعدام أو بإغتيال وغيره (كل نفس ذائقة الموت ) ليس المهم الموت لكن المهم كيف ستموت هل ستموت خائناً لدينك ووطنك وأمتك ذليلاً مكسوراً مهزوماً أم ستموت شامخاً عزيزاً خدمت أمتك ووطنك ودينك عشت حراً أبياً ولو أعدمت أو أغتلت من قِبل الأعداء وشتَّان بين موت هذا وذاك.
في يوم الأربعاء 16 سبتمبر1931 بينيتو موسوليني  قتل المجاهد البطل عمر المختار شنقاً فمات شامخاً كالأسد ثابتا بطلا وقتل الله شانقه الطاغية بينيتو موسوليني شنقاً كذلك إلا انه شُنق معلقاً من قدميه مهاناً، الأول قتله العدو المستعمر ليبقى رمزاً ليس لليبيا فحسب بل للأمه كلها، والثاني قتله قومه ومواطنوه  في يوم 29 ابريل عام 1945 هو و15 شخصاً وعشيقته كلارا التي حاولت تهريبه  ثم   علقوا من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة  في روما القديمة  التي حاول بينيتو موسوليني إعادة أمجادها، عرضت جثثهم مع جثث 5 قادة فاشلين آخرين في محطة لتزويد الوقود وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهم وترميهم بما في أيديهم بل قاموا بإطلاق النار على الجثث وركلوهم بالأرجل ومن حينها أ صبح ملعوناً في إيطاليا على لسان شعبها “التاريخ شاهد على كل الأحداث” ومهما ظهر للناس الخائن والعميل بأنه بطل وبأنه رمز للوطنية ومهما لُمع ووصف بالوطني والرمز وشيَّد قبره بالزخارف وخصصت ميزانية لقبره التي في الأصل أخذت من لقمة عيش المساكين كما هو حاصل في قبر الهالك الصَّماد في صنعاء مهما حاولوا تلميعه مثلما لُمِّع سابقيه والذي تخلصوا منه بمثل ماتخلص هو من سابقيه إلا أن التاريخ سيكتب عن الخونة والمرتزقة وأن الأحرار سيتخلصون منهم في الوقت المناسب وسيعلم المغرر بهم بأن هؤلاء ليسوا بوطنيين وإنما عملاء وخونة وسيصيبهم مثل ماأصاب بينيتو موسوليني وأن دماء كل اليمنيين التي سُفكت بسببهم وكل الأحرار والشرفاء الذين أُهينوا بسببهم وكل المخفيين قسراً والمعذبين في سجونهم وكل المرضى والجوعى الذين أُهينوا بسببهم سيكونون وصمة عار عليهم وسيشربون من نفس الكأس الذي أسقوه اليمنيين وبنفس الآلية سينطبق عليهم بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين.

الشيخ :سلطان القدسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى