تقارير ومقابلات

الامطار والسيول في بلادنا  ..حوادث مؤلمة وسلطات غائبة

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف

تشهد بلادنا هذه الأيام أمطاراً غزيرة وسيول جارفة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب جنوب الجزيرة العربية والمرتفعات الشمالية الغربية ويتوقع خبراء الأرصاد ان تتزايد حدة الأمطار الى منتصف الشهر المقبل
وقد شهدت المحافظات الشمالية والغربية أمطاراً غزيرة في الأيام الماضية أدّت إلى سيول جارفة، في ظلّ تردّي البنى التحتية من جرّاء الحرب والإنقلاب المستمر منذ سنوات فقد تضررت المساكن وتهدمت الجسور وقطعت بعض الطرق والأهم من ذلك هو تضرر مخيمات النازحين في مأرب وحجة
تحذيرات متكررة
يواصل المركز الوطني للأرصاد الجوية تحذير السكان في مناطق هطول الأمطار الرعدية من الوجود في ممرات السيول وبطون الأودية وفي الشعاب والوديان وعدم المجازفة بعبورها في أثناء وبعد هطول الأمطار.
وحذر سائقي المركبات على الطرقات والمنعطفات الجبلية من الانهيارات الصخرية، ومن التدني في مدى الرؤية الأفقية بسبب هطول الأمطار وتشكل الضباب أو السحب المنخفضة؛ حيث تشير التوقعات إلى أن كمية الأمطار التي ستهطل خلال الأسبوعين القادمين تتجاوز 300 ملم وستمتد إلى المناطق الشرقية
وكانت نشرة الإنذار المبكر الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) قد حذرت من فيضانات كبيرة ستضرب مناطق المرتفعات الجبلية في اليمن خلال هذا الاسبوع وقالت إنه لذلك يجب أن تستعد هذه المناطق والكثير من المرتفعات الأخرى لهطول الأمطار والفيضانات الأكثر فتكاً، وحذرت من أن ذلك سيؤدي إلى عزل آلاف الناس عن المأوى والمياه النظيفة.
النشرة المعنية بالإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية طلبت من صناع القرار وضع خطط الطوارئ ونصحت السكان بتجنب التعرض للمخاطر، وقالت إن معظم أجزاء المرتفعات الجبلية في البلاد احتفظت برطوبة التربة الكافية لدعم زراعة الحبوب، إلا أن المزارعين مطالبون بتوخي الحذر لأن هطول الأمطار الغزيرة يميل إلى جرف البذور، ما يؤدي إلى سوء التوزيع ويؤثر في بعض الأحيان على النباتات
وأكدت المنظمة أنه لا ينصح بالزراعة أثناء هطول الأمطار الغزيرة أو بعدها مباشرة، نظراً لأنه من المحتمل أن تتسبب الأمطار الغزيرة في غمر معظم أجزاء اليمن، وقالت إنه من المتوقع أن تؤدي الأمراض البكتيرية مثل تفشي الكوليرا إلى خسائر، لا سيما في مخيمات النازحين داخلياً، حيث تفتقر إلى البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة، وطلبت من فرق التدخلات الإنسانية تعزيز مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة في هذه المناطق وبقوة.
يقول /حسن دهيش ..محافظة حجة طالما نتابع النشرة الجوية و ونقرأ التحذيرات المستمرة لكن هذه الايام وخلال شهر ابريل كانت الامطار غزيرة في المرتفعات الغربية وينتج عنها سيول عارمة في اودية محافظة حجة تجرف معها المواشي والمزارع واحيانا المواطنين لذا يجب على الممواطنين الحيطة والحذر في المساكن التي تحاذي الاودية
ويضيف /ان المزارعين هم اكثر تضررا من السيول الجارفة اذ تنفق عليهم المواشي وتتدمر الارض الزراعية وتختفي معالمها والملاحظ انه كلما اتجهنا الى الغرب تقل نسبة هذه الامطار تدريجيا
ارقام صادمة
تقول تقارير المنظمات وادارات  مخيمات النازحين في بلادنا أن أكثر من 7الف أسرة نازحة في حجةومأرب وتعزتضررت جراء الأمطار الغزيرة والسيول المصحوبة برياح شديدة التي شهدتها المحافظة خلال شهر ابريل الماضي
وأطلقت الوحدة نداء استغاثة للأمم المتحدة وللمنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية المحلية والإقليمية والدولية طالبتهم فيه بسرعة التدخل الطارئ لإغاثة المتضررين وتوفير احتياجاتهم الأساسية من المأوى والمواد الغذائية والإيوائية الضرورية لهم.
وقالت الوحدة إن آلاف الأسر النازحة في محافظة مأرب تعيش في مساكن طارئة كالخيام والشبكيات المؤقتة التي لا تتحمل الظروف المناخية القاسية وتتضرر باستمرار في مواسم الأمطار والتقلبات المناخية.
وأكدت في تقرير أولي صدر عنها أن الوضع الإنساني لأغلب الأسر النازحة في مأرب صعب جداً ويتطلب تضافر جهود جميع شركاء العمل الإنساني لإغاثتهم والتخفيف من معاناتهم وتأمين أهم احتياجاتهم والتنسيق لوضع خطة مشتركة لتفادي حدوث مثل هذه المخاطر في نحو 120 مخيماً وتجمعاً للنازحين في مديريات مدينة مأرب وبعض المحافظات
وسبق للوحدة العام المنصرم والربع الأول من العام الحالي أن أعلنت أنها رصدت نزوح 1243 أسرة من 20 محافظة مختلفة وتوزعت على 10 محافظات، مشيرة إلى أن أغلب هذه الأسر نزحت من محافظة تعز بنسبة 27 في المائة، و25 ‎في المائة من محافظة أبین و21 في المائة من محافظتي الحديدة ومأرب
يقول الناشط /وليد عامر ان السيول والامطار الغزيرة في مخيمات النازحين تشكل خطرداهم لان معظم تلك الخيام لا تحتمل الرياح والأمطار والخدمات المتوفرة في تلك المخيمات شحيحة فضلا عن انتشار الامراض والاوبئة
ويضيف /نحن لم ندخل بعد في مواسم الأمطار الحقيقية من شهر مايو الى شهر سبتمبر هذه السيول الجارفة نتيجة لمنخفظ جوى على المرتفعات الغربية والسهول الساحلية اما في مخيمات النزوح في مناطق سيطرة الحوثيين فقد اجتمعت عليهم اضرار السيول واذى التسلط والنهب والسلب
حوادث مؤلمة
نتيجة لسيول الامطار على المرتفعات الغربية وبالأخص محافظة المحويت فقد تهدمت المنازل وانهارت السدود وكان اخر تلك الحوادث في الأحد المنصرم فقد توفي أربعة أشخاص نتيجة لانهيار سد العقبي في قرية بيت الهندي بمديرية حفاش بمحافظة المحويت نتيجة الأمطار الغزيرة وتدفق السيول إلى السد.
بالاضافة الى تضرر عدد من المنازل جراء انهيار السد الذي يقع على ارتفاع أعلى من منازل المواطنين بقرية بيت الهندي.
وأكدت المصادر وفاة الأربعة الأشخاص، موضحةً بأن سكان المنطقة عثروا على جثة أحد الضحايا فيما لا تزال الثلاثة الآخرين مفقودة
والسبت، توفي طفلان غرقا في حاجز مائي جوار منزلهم الكائن في قرية المعزب الشويع بمديرية خميس بني سعد بمحافظة المحويت.
وتشهد محافظة المحويت إلى جانب مناطق أخرى منذ أيام أمطار غزيرة؛ امتلأت على إثرها الحواجز والسدود المائية وهو ما تسبب بتسجيل عدد من حالات الوفاة غرقا في تلك السدود والحواجز المائية.
سلطات غائبة
يقول الاستاذ /م.ن.ه. ان مايجري من امطار وسيول واضرار في الأرواح والمممتلكات تتكرر كل عام في معظم المحافظات ولكنها في مناطق الحوثيين اشد لان المليشيا في هذه المناطق لاتكترث لمايحدث ودائما يتم تشكيل لجان من مواطنين متطوعين عمدوا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقد بادر بعض أصحاب معدّات الحفر والجرافات بفتح ممرّات للمياه المتدفقة بهدف حماية منازل الأهالي”.
ويضيف /ان الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة الغلاء في مناطق الحكومة وانعدام الرواتب في مناطق الحوثيين قد ضاعف من معاناة الناس فمابالنا عندما يتضرر الناس بالسيول والأمطار الغزيرة
ويقول /على عمر ..مزارع. إن الهطول المبكر لأمطار الصيف يبشر بموسم زراعي ممتاز حيث انه يغذي المياه الجوفية ومخزون المياة ويساعد على نمو المحاصيل الزراعية
ويؤكد أنه لم يشهد مثل غزارة هذه الأمطار وتواصلها منذ سنوات طويلة، ويقول إن ذلك أدى إلى عودة تدفق كثير من الينابيع وجريان الوديان واخضرار الهضاب التي توفر مراعيها الغذاء للأبقار والأغنام بعد سنوات من الجفاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى