تقارير ومقابلات

ضحايا السيول مأساة متكررة..وتقصير متعمد في مناطق الحوثيين

الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف شهدت البلاد في الاسبوع الحالي سيولا جارفة وأمطارا غزيرة غير مسبوقة بدأت الأسبوع الماضي وتسببت في توقف شبه كلي لحركة السير في عدد من الشوارع والتقاطعات الرئيسية في صنعاء وتدمير منازل وأضرار مادية في مخيمات للنازحين في مأرب والجوف وشبوة
وأدت الفيضانات حسب رصد “الرشادبرس”إلى وفاة 31 شخصاً وإصابة العشرات منذ مايو الماضي  في صنعاء وشبوة وحضرموت وذمار وحجة وعمران والمحويت خلال عشرة ايام
وافادت مصادر محلية إن الأمطار التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، والسيول الجارفة المتدفقة نتيجة لذلك، أودت بحياة 6أطفال في أمانة العاصمة، و5 أشخاص في محافظة ذمار، و7 أشخاص في محافظة ريمة، و4 أشخاص في محافظة صنعاء، وطفلين في إب، وشخصين في الحديدة، وطفل وامرأة في شبوة، وشاب في عمران، فيما توفي طفل في الثالث من الشهر الجاري في مجرى للسيول بأمانة العاصمة.
مأساة تتكرر
مع المنخفضات الجوية التى تتكون كل عام تتسبب في سيول جارفة على الهضاب والمرتفعات الغربية يقول /خالد على .باحث .تلحق الفيضانات الناتجة عن الأمطار أضراراً كبيرة بالبنية التحتية الهشة والمتداعية جراء الحرب المستمرة في البلاد من ثماني سنوات، حيث تم تدمير عدد كبير من الخطوط والجسور والمنازل الأثرية واستمرار التعرض للأخطار الطبيعية والسيول والجفاف في اليمن، أدى إلى تدمير المساكن والبنية التحتية وتقييد الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية وتقويض سبل العيش وتسھيل انتشار الأمراض المميتة وارتفاع الوفيات، وكذلك ساهم في نزوح السكان.
ويضيف/خالد .ان السيول والفيضانات اضرت باكثر من 90 الف مواطن في العام المنصرم وفي العام 2020تضررت اكثر من 60الف اسره واما هذا العام يتوقع ان يكون الغدد اكبر خاصة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية
مخيمات النازحين في خطر
ومع استمرار هطول الامطار الغزيرة وتدفق السيول توفي أربعة أشخاص، الأربعاء، بسبب أمطار وسيول جارفة في محافظة مأرب
وقال مكتب الصحة والسكان بالمحافظة في بلاغ، إن 6 حالات غرق وصلت أمس إلى عدد من مستشفيات المحافظة، توفت منها 4 حالات فيما تتلقى حالتين العلاج.
وبتلك الحصيلة ارتفع العدد الإجمالي لحالات الوفاة جراء السيول والأمطار في مأرب إلى 21 حالة منذ مطلع الأسبوع الفائت.
وناشد المكتب المواطنين بالابتعاد عن مجرى السيول، مطالباً الدفاع المدني بعدم السماح للمواطنين بالنزول إلى السيول لغرض النزهة.
ولليوم السادس على التوالي يستمر فيضان سد مارب، وسط مخاوف من تضرر عشرات الأسر النازحة وانقطاع الخط الدولي.
وقالت مصادر محلية إن السيول لا تزال تتدفق من السد وأن المياه بدأت تقترب من مخيمات النازحين في منطقة البطحاء الشرقية التي تقع بالقرب من خط صافر الدولي.
واشارت المصادر إلى أن سيول فيضان السد باتت تهدد الخط الدولي بعد أن وصلت، الأربعاء، إلى منطقة العرقين، وتجاوزت الخط الاسفلتي.
والأحد الفائت، فاض سد مأرب لأول مرة منذ إعادة بنائه في عام 1986، بعد تجاوز منسوب المياه حاجز الـ550 مليون متر مكعب.
وأدى ارتفاع منسوب المياه في حوض السد بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، إلى تضرر أكثر من 1300 أسرة من النازحين  وفق إحصائيات رسمية.
وفي محافظة الجوف قالت الوحدة التنفيذية للنازحين بالجوف، في بيان لها، إن مخيمات النازحين في (المحتفر، الخران، الحرج) تعرضت لأضرار وخسائر فادحة، جراء الأمطار والصواعق الرعدية وتدفق السيول.
وأكدت أن فرقها رصدت تضرر (126) أسرة بشكل كلي، فيما تضررت (154) أسرة بشكل جزئي، تنوعت الأضرار بين “تلف المساكن والخيام والمواد الإيوائية والغذائية وخزانات المياه”.
وأوضحت أن النازحين باتوا يعيشون ظروفاً إنسانية بالغة السوء نتيجة هذه الظروف وغياب التدخلات الإنسانية.
ودعت الوحدة التنفيذية شركاء العمل بسرعة التدخل الانساني وتقديم المساعدات الايوائية والغذائية بصورة عاجلة.
مخاوف دولية.
هذا وقد اطلقت الامم المتحدة مخاوف حقيقية من استمرار تدفق السيول على مزارع المواطنين وكذلك
أعرب السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، عن مخاوفه بشأن استمرار الأمطار التي تتسبب بالخراب والفيضانات والتي تفاقم من المعاناة الإنسانية في اليمن.
وقال في تغريدة على حسابه في تويتر، إن “بلاده تجاوبت مع الفيضانات هذا العام بتمويل ستار ورك وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية، وكذلك تجاوبت مع ميت أوفس وهو مكتب بريطاني يقوم بتوفير البيانات والتوقعات التي تساعد في مواجهة المخاطر”.
وفي نفس السياق، قدمت وزارة الخارجية التركية، تعازيها إلى اليمن في ضحايا كارثة السيول التي اجتاحت محافظة مأرب.
وقالت الوزارة في رسالة عزاء نشرتها الأربعاء، “تلقينا ببالغ الأسى نبأ وقوع خسائر في الأرواح بسبب كارثة الفيضانات التي تسببت بأضرار جسيمة في منطقة مأرب باليمن، الذي يواجه أصلا كارثة إنسانية في الوقت الحاضر”.
وتشهد البلاد للعام السابع حربا عنيفة بسبب الانقلاب  أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80 في المئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
تقصير متعمد
تتعمد المليشيا الحوثية في مناطق سيطرتها اخفاء المعلومات الحقيقية عن ضحايا السيول وتتعمدايضا اهمال التحذيرات في وسائل الاعلام التي تسيطر عليها
يقول /ه.و.م. ناشط حقوقي ان المليشيا الحوثية تتعمد غض الطرف عن مايعانيه المواطنين والنازحين  في مواجهة الكارثة، نتيجة انشغالها بالقضايا السياسية والجانبية والجبايات ولاتكثرث لما يعانيه الناس بل هي تستفيد من هذه الكوارث لكسب المزيد من الدعم الخارجي والذي لا يستفيد منه الضحايا ولا اسرهم
ويضيف /هناك اكثر من 30 اذاعة محلية تحت سيطرة المليشيا حكومية وخاصة لم تتحدث عن هذه الكارثة ولا حتى عن التوعية بمخاطر المنخفضات الجوية التى تسبب السيول الجارفة او حتى تفعيل عملية الانذار المبكر
تحذيرات من الأسوأ
وتوقع مركز الأرصاد الجوية، أن تكون الأيام القادمة من اخر يوليو وحتى 15اغسطس الأكثر غزارة في هطول الأمطار على امتداد المحافظات اليمنية.
من جهتها حذرت الأمم المتحدة هذا الاسبوع من فيضانات واسعة النطاق وأمطار غزيرة تضرب جميع أنحاء اليمن، نتيجة تأثر البلد بالمنخفض الجوي القادم من بحر العرب.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في نشرة للأرصاد الجوية الزراعية، إن الفيضانات المتوقعة خلال الفترة من 19 ـ 31 يوليو، والأمطار الشديد، قد تؤدي إلى تضرر42 ألف شخص في جميع أنحاء اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى