المستوطنون يواصلون حرق ونهب ممتلكات الفلسطينيين في الضفة المحتلة

الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي

يواصل المستوطنون الإسرائيليون تنفيذ هجمات عنيفة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، تحت حماية قوات الاحتلال، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف تهجير السكان الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.
وخلال الساعات الماضية، تعرّضت بلدة بروقين الواقعة غرب سلفيت لهجوم عنيف من قبل مجموعات من المستوطنين، حيث أضرموا النيران في خمسة منازل وخمس مركبات خاصة تعود لمواطنين من البلدة، وهاجموا المنازل بالحجارة، لا سيما في منطقة “البقعان”، وسط حالة من الهلع والذعر بين النساء والأطفال.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، أُصيب ثمانية فلسطينيين بحروق أثناء محاولتهم إخماد النيران، في ظل نداءات استغاثة أُطلقت عبر سماعات المساجد لطلب المساعدة.
بدلًا من التدخل لوقف اعتداءات المستوطنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة بأعداد كبيرة من الآليات العسكرية، وأغلقت الشوارع الداخلية، وداهمت عددًا من المنازل، ما زاد من معاناة السكان.
يُذكر أن البلدة شهدت خلال الأيام التسعة السابقة لهذه الهجمات تصعيدًا خطيرًا من قبل قوات الاحتلال، شمل إعدام الشاب نائل سمارة ميدانيًا واحتجاز جثمانه، إضافة إلى اعتقال عدد من المواطنين بينهم طفل، وتخريب واسع للمنازل.
وتأتي هذه الهجمات في سياق سياسة أوسع تنفذها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي توصف بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، حيث شهد المشروع الاستيطاني توسعًا غير مسبوق منذ تولي هذه الحكومة السلطة.
وقد أكدت منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، أن أجندة اليمين الاستيطاني هي المحرّك الأساسي لهذه السياسات، إذ تسعى الحكومة إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، مع ترسيخ واقع التفوق اليهودي وتقليص المساحة الجغرافية التي يعيش فيها الفلسطينيون.
وبحسب منظمة “يش دين”، فإن الحكومة تنفذ منذ عامين إستراتيجية تقوم على طرد الفلسطينيين من أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها أو زراعتها، في وقت تستولي فيه مجموعات صغيرة من المستوطنين على مساحات شاسعة من الأراضي بشكل يومي.
وقد تسارعت وتيرة هذه الهجمات منذ اندلاع “طوفان الأقصى”، حيث كشفت تقارير أن المستوطنين أنشأوا 49 بؤرة استيطانية غير قانونية بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في نهج التوسع الاستيطاني.

المصدر: وفا