العراق :خلافات حادة داخل الإطار التنسيقي
الرشاد برس ــــ عربي
كشفت مصادر متقاطعة من قوى سياسية شيعية وسنية وكردية، أن ترشيح الكاظمي لولاية ثانية، فجر خلافاً حاداً بين تيارين داخل الإطار التنسيقي (الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وفصائل وأحزابا أخرى مقربة من طهران).
ففيما تبدو حظوظ الكاظمي مرتفعة بوصفه مرشح تهدئة مع الزعيم الصدري، تحاول قوى مقربة من إيران إجهاض محاولات التمديد له، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الثلاثاء.
وفي السياق، أوضح مصدر من “تيار الحكمة” بزعامة عمار الحكيم، أن القوى الشيعية التي تنخرط في حوار سري مع الصدر، تحاول تمرير رئيس الوزراء الحالي كمرشح للحكومة الجديدة، قبل مضي التنسيقي في تعيين مرشحه محمد شياع السوداني.
وحسب المصدر، فإن تياراً من “الإطار” يعتقد أن طرح هذا الاسم سيجعل التفاوض مع الصدر أكثر مرونة.
في حين ينتقد آخرون تلك المحاولات بشدة، مؤكدين تمسكهم بالسوداني.
في هذه الأثناء، أكد ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، أنه يعمل مع القوى السياسية على إنجاح الحوار الوطني، وتقريب وجهات النظر لإنهاء الانسداد السياسي، وفق مسار واضح، بغض النظر عن اسم المرشح لتولي رئاسة الحكومة.
أما قادة في الحزب الديمقراطي الكردستاني فامتنعوا عن التعليق حول المعلومات المتداولة بشأن تمديد ولاية الكاظمي، لكن أحدهم أشار إلى أن “الرئيس مسعود بارزاني يفضل تسوية صامدة، تضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد”.
يذكر أن العراق يشهد منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر 2021، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو 2022 مع نزول طرفي الخلاف الأبرز إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد (الصدر والإطار التنسيقي).
فقد بلغ الخلاف أوجه مع بدء مطالبة التيار الصدري منذ شهرين بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات في ظل رفض خصومه هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة بمرشحهم قبل أي انتخابات جديدة.
وتطور الخلاف أواخر الشهر الماضي (أغسطس) إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين في وسط بغداد، أدت إلى مقتل 30 شخصاً، وفتحت الأبواب على احتمال عودة التصعيد بشكل خطير في البلاد.