ليبيا:معارك عنيفة في محيط مطار طرابلس
الرشاد برس_عربي٤
قتل وأصيب عدد من المدنيين في قصف عشوائي بصواريخ غراد أطلقتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على مناطق وسط طرابلس، في حين تلقى رئيس مجلس الرئاسة الليبي فايز السراج اتصالات من المسؤولين الفرنسيين والإيطاليين.
وأفادت مصادر ليبية بمقتل خمسة أشخاص -بينهم أطفال- وإصابة 12 آخرين بصواريخ غراد التي سقطت على حديقة عامة ومنطقة المنصورة السكنية ومقبرة تابعة لإحدى السفارات الأجنبية وسط العاصمة طرابلس.
وتزامن سقوط هذه الصواريخ مع احتدام الاشتباكات في محيط مطار طرابلس الدولي، الذي تتحصن داخله قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر أطلقت أعدادا كبيرة من قذائف الهاون في محاولة منها لمنع مقاتلي قوات الوفاق من اقتحام المطار.
وذكر مصدر عسكري أن قوات الوفاق تسعى إلى تضييق الخناق على قوات حفتر في المحاور الواقعة في محيط المطار وداخله، وإجبارها على الانسحاب إلى منطقة قصر بن غشير، آخر معاقل قوات حفتر في طرابلس.
وتشن قوات حفتر هجوما على العاصمة طرابلس منذ أكثر من عام، لكنها منيت بخسائر خلال الأسابيع الماضية أدت إلى تراجعها جنوب العاصمة، إلى جانب خسارتها مدنا وبلدات غربي ليبيا.
سياسيا….
وعلى الصعيد السياسي، بحث وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان مع رئيس مجلس الرئاسة فايز السراج الأوضاع في ليبيا.
وتركزت المناقشات -وفق بيان للخارجية الفرنسية- على ضرورة العمل من أجل وقف سريع للأعمال العدائية.
كما بحث الطرفان إعادة إطلاق العملية السياسية في الإطار الذي وضعه مؤتمر برلين، ووضع حد لجميع التدخلات الأجنبية في ليبيا.
ودعا لودريان إلى ضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات في إطار لجنة “5+5″، ووقف إطلاق النار على أساس اتفاق 23 فبراير/شباط الماضي تحت رعاية الأمم المتحدة.
جاء ذلك عقب اتصال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي أكد للسراج أهمية الإسراع بتعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا، وأعرب عن قلق بلاده حيال استمرار جهات خارجية في إرسال أسلحة إلى هناك.
وطالب كونتي بالعودة إلى المسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين.
وقال أيضا إن تقرير مستقبل ليبيا يجب أن يكون بيد الليبيين وحدهم، وليس بأيادٍ خارجية، كما دعا إلى عودة إنتاج النفط الليبي.
من جانبه، أكد السراج أن تدفق الأسلحة على قوات حفتر لم يتوقف، بل ازدادت وتيرته في الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا -في اتصال هاتفي- حرصهما الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل إلى حل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في البلاد.
بدوره، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن حرص بلاده على تحقيق الاستقرار في ليبيا، ووقوفها إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس، داعيا مجلس النواب في طبرق إلى إنهاء دعمه للواء حفتر.
مبادرة عقيلة صالح…
وفي سياق متصل، قال عضو مجلس النواب في طبرق ميلود الأسود إن اتفاق الصخيرات اتفاق دولي، وإن مبادرة عقيلة صالح لم تخرج عن إطاره.
وسبق أن أصدر أعضاء في مجلس النواب المنعقدِ في طبرق بياناً دعوا فيه إلى نبذ الشقاق والفرقة، وإلى الحفاظ على النسيج الاجتماعي واللُحمة بين أبناء الوطن.
كما دعا البيان الليبيين والأطراف السياسية إلى الحفاظ على الثوابت الوطنية، وطالب بحقن دماء الليبيين واعتبارِ ذلك أولوية قصوى يجب على الجميع السعي لتحقيقها.
وطالب أعضاء مجلس النواب باتخاذ الإجراءات الضامنة لذلك، من وقفٍ لإطلاق النار وفك اشتباك والتزام بالعودة إلى الحوار لتشكيل سلطة تنفيذية جديدة تبنى على أساس هيكلة مجلس رئاسي من رئيس ونائبين ورئيس وزراء وحكومة وحدة وطنية.
وأكدوا أن السلاح يجب أن يكون بيد مؤسسات الدولة وحدها، ولا يمكن استعماله لفرض أمر واقع. وكالات