الاحتلال يواصل سياسة الضم الفعلي للضفة الغربية 

الرشادبرس– عربي

تشير التطورات الأخيرة على الأرض إلى أن إسرائيل تمضي قدمًا في تنفيذ سياسة ضم تدريجي وفعلي لأراضي الضفة الغربية، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا واسعًا من عمليات الهدم والتجريف، إلى جانب خطوات تشريعية يتبناها اليمين الإسرائيلي لترسيخ هذا الواقع على الأرض.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة هآرتس أن أعضاء في الائتلاف اليميني الحاكم قدّموا مشاريع قوانين إلى الكنيست تهدف إلى تحويل ضم الضفة الغربية، أو أجزاء واسعة منها، إلى أمر واقع، وذلك عبر سن تشريعات جديدة تكرّس السيادة الإسرائيلية عليها.

وأوضحت الصحيفة أن حكومة الاحتلال، ومن خلال “مديرية الاستيطان” التي أُنشئت مع تشكيل الحكومة اليمينية قبل أكثر من عامين، تنفّذ خطوات عملية نحو الضم. وتشير التقارير إلى أن هذه المديرية تعتمد جميع الوسائل المتاحة لتحقيق أهدافها، بما في ذلك اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، ومصادرة الأراضي، وتقييد حركة السكان، وتفكيك البنية الجغرافية والاجتماعية الفلسطينية.

ميدانيًا، أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال عدد من المدن والبلدات الواقعة ضمن تصنيف “أ” في الضفة الغربية، والتي من المفترض أن تخضع للسلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا بموجب اتفاقيات أوسلو.

وفي شمال الضفة، تواصل قوات الاحتلال انتشارها في مدينة طولكرم ومخيّمَيها لليوم الخامس والثمانين على التوالي. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أقدمت على تجريف شوارع داخل المخيم، وأغلقت بعض مداخله بالسواتر الترابية.

وفي مخيم نور شمس، تستمر العملية العسكرية لليوم الحادي والسبعين، حيث اقتحمت قوات الاحتلال عددًا من المباني وأجبرت نحو عشر عائلات في منطقة “جبل النصر” على إخلاء منازلها.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، برفقة جرافة عسكرية، بلدة “كفردان” شمال غرب جنين، ودفع الاحتلال بتعزيزات باتجاه البلدة قبل أن ينسحب لاحقًا نحو بلدة اليامون المجاورة.

وتشهد مدينة جنين ومخيمها عملية عسكرية مستمرة منذ 89 يومًا، قُتل خلالها 39 فلسطينيًا، فيما نزح ما يقارب 20 ألفًا من سكان المخيم، وفق ما أوردته مصادر فلسطينية.

وفي سياق متصل، واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، حيث أدّوا طقوسًا تلمودية في الجهة الشرقية من باحاته. وقد سُجّل خلال عيد الفصح اليهودي هذا العام أضخم اقتحام للمسجد، إذ بلغ عدد المستوطنين المقتحمين نحو 7,000، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.

المصدر: الأناضول +صحافة فلسطينية