مقالات

#على_الريق

صور من المآسي
تحدث في اليمن

الصورة الأولى :
حِيل بينه وبين أن يُلقي نظرة الوداع على جثمان والدته التي كان من آخر كلامها وهي على فراش موتها :
أين ولدي ؟
أريد أن أضمه وأشمه
أريد أن يكون آخر عهدي من الدنيا رؤية وجه ابني وسماع صوته.
ولكن هيهات فقد فاضت روحها وهي لم ترى ولدها ، إذ لا رحمة في القوم ولا قلب.

الصورة الثانية :
الحسرة تأكل كبده والحزن يفتت قلبه لأنه يرى والده المُسِن يتنقل بين المستشفيات ويطوف بالعيادات ويرقد على سرير المرض ولايجد من يرافقه إلا بعض شباب القرية في ظل غياب إبنه القسري
ولولا خوف القمع والإجرام لتواجد الولد بجوار والده ولوقف الإبن على خدمة أبيه

الصورة الثالثة :
أخته تُزَف إلى زوجها فلا يشهد عرسها ولا يستطيع أن يظهر في فرح الأسرة ولا الأسرة نفسها تذوق طعم الفرحة في ظل غيابه
وكم من شابٍ أحسن الظن فعاد ليشارك أسرته أفراحها فما إن سمعت المليشيا بوجوده حتى داهمت العرس واعتقلت العريس والأخ والأب وحولت الأفراح إلى أحزان والإبتسامات إلى دموع

الصورة الرابعة :
بنته الصغيرة تنمو وتكبر وهي لاتعرف والدها ولاتسمع في البيت كلمة بابا نشأت دون أن تراه فلم تأنس بجواره ولم تشعر بحنانه
لم تتقفز يوماً على صدره ولم تلعب أبداً في حضنه
ولو رأته في البيت لبكت وهربت منه لطول فراقه وبعد غيابه
فلا هو يستطيع أن يضم أهل بيته إليه
ولا هو آمن إذا عاد بنفسه إلى بيته

الصورة الخامسة :
يعيش في عزبه مع بعض أصدقائه
في موطن الغربة بعد أن فجر الحوثي بيته وأحرق مزرعته واستباح أمواله وأهدر دمه ،
فأصبح مشرداً بلا مأوى وفقيراً بعد أن كان غنياً ومستوراً

الصورة السادسة :
اختطفوه ثم زجوا به في معتقلٍ لايعرف أهله مكانه ولايدرون عن حاله وبعد سنوات من التعذيب الوحشي وجدته أسرته على قارعة الطريق قد ألقته المليشيا مشلولاً مشوهاً محترقاً

الصورة السابعة :
اعتقلوه من بيته وهو بين أهله
شاباً صحيحاً سليماً معافا ثم أعادوه جثة هامدة وجسداً بلاروح وهددوا أقاربه باختطاف أرواحهم إنْ هم تظلموا أو حتى تكلموا.

كل هذه الصور السوداء وأفضع وأشنع وأبشع منها تحدث على يد مليشيا الحوثي وبسبب إجرامه وإرهابه
قطع الأرحام وأفسد في الأرض وباعد بين الأقارب
حتى أن أطفالنا لايعرفون أن في الدنيا جد وجدة لأنهم لم يروهم
والآباء والأمهات لايستطيعون اللقاء بأحفادهم ولا يتمتعون برؤية حبات قلوبهم .
ألا قاتل الله الحوثي كم خلف من مآسي وكم أحدث من ويلات
#محمد_شبيبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى