هكذا قدم الحوثي خدمة جليلة للقردعي….
بقلم/ سلطان القدسي
-ناصر القدرعي (الذي يسمي نفسه اليماني) الذي يصف نفسه بالمهدي والذي يقيم في صنعاء المحتلة من قبل الحوثيين، حيث خدع اليماني أنصاره بجمع أموال من أجل مأدبة إفطار في ليلة 15 رمضان والذي صرح أنه سيذبح فيها الفا من الإبل والفا من البقر والفا من الماعز، ثم انتظر مؤيدوه تلك الليلة بفارغ الصبر، وبطون مهيئة لالتهام ما وعدوا به، ليتفاجؤوا بأخبار اعتقاله من قبل الحوثيين، لم تكن هذه المرة الأولى التي يجمع فيها اليماني مبالغ ضخمة من السذج، بل سبقها جمع أموال من أجل فتح مشروع قناة فضائية وجمع من أجلها مبالغ ضخمة ثم صرح أنه أوحي إليه من الله بعدم فتح القناة، وسبب هذا له إحراج كبير بين من انخدع بها لكنه دلس عليهم وادركوا أنهم تعرضوا لعملية نصب وتخلى عنه الكثير.
أما في مأدبة الإفطار الوضع اختلف تماما فهو يدرك جيدا انه لن يصدقه أحد في التراجع عن المأدبة، وربما يطالب بالأموال التي جمعت بهذا الخصوص، إلا ان الحوثي أنقذه من هذه الورطة فأخرج مسرحية الاعتقال، بعد أن ملأ الرجل خزنته من سذج يضحك عليهم اليماني، وربما أعطى الحوثيين جزاء منها، وهكذا تلاشى الموضوع وذهبت أموال المخدوعين أدراج الرياح.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين حراسته وجنوده الذي لطالما هدد به المخالفين بالكلمة، أين تصريحاته للحراسة ان يكونوا في أتم الاستعداد لأي طارئ، أين التلميح والتهديد والادعاء من ارد ان يمس شعرة من شعره ستنطبق السماء على الأرض، أين الاستعداد للهجوم على من حدث نفسه حديث فقط وأعلن الحرب عليه انهم له بالمرصاد وسيمطرون السماء بالنار بحد زعمهم، ثم يأتي الحوثي ويدخل إلى غرفة نومه ويقتاده من بين أهل بيته ولا يحرك ساكنا.
هذه المسرحية المعروفة أنقذت القردعي مما هو فيه حتى لا يخرج من ورطة المأدبة، حيث لا يجدي نفعا لو فكر ان يعتذر أو أن يقيم مأدبة ضعيفة وينهب ثلثي ما جمع من الأموال التي صرح بها، وبأن له أنصار كرام سيدفعون فاتورة المأدبة.
نراقب سويا هل سيكتفي المخرج بهذا السيناريو ام يعتبر هذا المشهد الأول وهناك مشاهد أخرى مرورا بالمحاكمة أو الخروج قبل المحاكمة والإعتذار منه.
في نفس السياق وقبل يومين تقريبا، قام رجل في صحن المطاف يصرخ بأنه المهدي، وقد جهز بضعة نسوة، كن يصرخن أيضا أنه المهدي، وأن على الناس اتباعه، قبل أن يأتي رجال الأمن لإخراجه من الحرم، هو نفس المشهد السخيف، لكن الفرق أن القردعي مختبئ، ونشاطه الوحيد التخزينة، وابتكار أفكار جديدة للضحك على السذج كي يملأ جيبه بين الفينة والأخرى، ويبقى الجامع لكل مدعي المهدوية وأتباعهم، إما مرض عقلي ناتج عن الشرود الذهني الدائم، المصحوب بالسهر وحب العظمة، أو ذكاء في استغفال الجهال، وتسخيرهم وأموالهم لخدمة مدعي المهدوية، مع جهل متفش في أوساط الناس، يسهل عملية خداعهم والضحك عليهم.