تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية
الرشادبرس- عربي
تشهد الضفة الغربية المحتلة، منذ مطلع عام 2025، تصعيداً خطيراً في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على القرى الفلسطينية، وسط تقارير موثقة عن تورط الجيش الإسرائيلي في توفير الحماية للمعتدين، ما يعمّق معاناة الفلسطينيين ويقوض فرص الاستقرار.
ففي فجر يوم الخميس، تعرضت قرية بردلة الواقعة شمال الضفة الغربية لهجوم عنيف من قبل مجموعة من المستوطنين المدججين بالسلاح، الذين اقتحموا القرية تحت حماية قوات من جيش الاحتلال، وفق ما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن شهود عيان.
وأفاد الشهود بأن المستوطنين أضرموا النار في منازل فلسطينية وحظيرة للمواشي، وأطلقوا النار على السكان، بينما وفّرت لهم القوات الإسرائيلية غطاءً أمنياً كاملاً. ونتيجة للهجوم، أُصيب أربعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، في حين اعتقلت قوات الاحتلال خمسة من أبناء القرية، دون الإفصاح عن أسباب واضحة.
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي إن الحادثة بدأت عقب تلقي بلاغ عن قيام فلسطينيين برشق الحجارة على مركبة يقودها مدني إسرائيلي بالقرب من القرية، ما أدى إلى اندلاع “اشتباك” مع السكان، وفق تعبيره. وأضاف أن “مدنيين إسرائيليين آخرين وصلوا إلى الموقع وأطلقوا النار في الهواء”، مشيراً إلى أن الجيش تدخل لفض الاشتباك واعتقل عدداً من الفلسطينيين بدعوى الاشتباه في مشاركتهم بأعمال عنف.
لكن الشهادات الميدانية ومجريات الأحداث تُشير إلى أن الاعتداء كان منظماً ومبيّتاً، خاصة أن عائلة الجهالين سبق وتعرضت لاعتداء مماثل قبل ثلاثة أشهر، حينما رشق مستوطنون منزلها بالحجارة أثناء تواجد أفراد العائلة داخله.
وفي ديسمبر الماضي، أقيمت بؤرة استيطانية غير قانونية قرب بردلة، ما تسبب في تصاعد ملحوظ للهجمات ضد أهالي القرية. كما عمد جيش الاحتلال إلى شق طريق يفصل القرية عن أراضيها الزراعية ومراعيها، ما أعاق وصول نحو 25 عائلة إلى مصادر رزقها الأساسية، وفق ما أكده إبراهيم صوافطة، عضو مجلس القرية.
وقال صوافطة لصحيفة هآرتس في فبراير الماضي: “إنهم يمنعوننا من الزراعة، ويمنعوننا من العمل داخل الخط الأخضر، ويجلبون المستوطنين للعيش على أنقاضنا. إلى أين سيذهب الناس؟ سيقودهم هذا إلى خيارات يائسة ومتطرفة”.
وفي حادثتين منفصلتين مساء الأربعاء، اقتحم مستوطنون قريتي كفل حارس وسنجل، حيث اعتدوا على منازل المواطنين ومركباتهم بالحجارة، وألحقوا أضراراً جسيمة بممتلكات السكان، عقب إخلاء بؤرة استيطانية قريبة من قبل الجيش الإسرائيلي.
وتُظهر بيانات صادرة عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الأشهر الأولى من عام 2025 شهدت ارتفاعاً بنسبة 30% في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في الوقت الذي سجّل فيه العنف الفلسطيني تراجعاً ملحوظاً. ويعزز هذا الاتجاه، بحسب المعهد، القناعة بأن أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون لا تأتي كرد فعل، بل هي جزء من نهج متصاعد لفرض واقع جديد على الأرض.
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في الضفة الغربية، وسط غياب المحاسبة الدولية، واستمرار الصمت الدولي حيال انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي الإنساني.
المصدر: الأناضول