تقارير ومقابلات

حقول الموت الحوثية ، رعب وإنتقام

الرشاد برس_تقارير

خطوة واحدة ، ربما تكون هي الخلاص من ألغام الموت الحوثية التي تزرعها في كل مكان تستولي عليه ، إنتقام حوثي همجي تمارسه المليشيا بحق المواطنين الذين أصبحت مناطقهم حقولا لألغام المليشيا ، ففي حين أن المليشيا تتلقى هزائم ساحقة في الجبهات ، تلجؤ إلى تفخيخ المناطق التي كانت تسيطر عليها وذلك لإعاقة تقدم الجيش الوطني من جهة ، وقتل والتنكيل بالمدنيين من جهة أخرى .
ألغام المليشيا ليس لها أرقام محددة ، فهي كل يوم في ازياد ، فكل يوم نقرؤ تقريرا صادرا عن منظمة محلية او دولية تكشف ارقاما مرعبة عن تلك الألغان ، وما مشروع مسام منا ببعيد .
وفي هذا الصدد ، وفي أحدث تقرير لها حملت منظمة رايتس رادار الهولندية، ميليشيا الحوثي الانقلابية مسؤولية مقتل 580 ضحية بينهم 104 أطفال و60 امرأة و 416 رجلاً، انفجرت بهم الألغام، تأتي بعدها جماعات مسلحة أخرى بينها تنظيمات متطرفة بالمسؤولية عن مقتل 105 ضحية، بينهم 30 طفلاً و 7 نساء و 68 رجلاً.
جاء ذلك في تقرير شامل أصدرته المنظمة عن ضحايا الألغام في بلادنا تحت عنوان ( اليمن : حدائق الموت) والذي تضمن أرقاما مهولة وقصصا مرعبة عن الضحايا الذين تعرضوا لانفجار هذه الألغام بأجسادهم خلال الحرب الراهنة والتي تسببتها المليشيا الانقلابية ، التي أكملت عامها الخامس.
وجاء في التقرير ” إن الصراع المسلح الذي تشهده بلادنا منذ 2014 ، منذ أن اجتاحت المليشيا الانقلابية صنعاء ، وعددا من المحافظات ولا يزال مستمراً، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة في تاريخ بلادنا الحديث “.
ووفقاً للإحصاءات فقد تصدّرت محافظة تعز قائمة الضحايا، بعدد بلغ 160 قتيلاً، تليها محافظة الحديدة بعدد 114 قتيلاً، والبيضاء بعدد 94 قتيلاً.
ومن إجمالي ضحايا الإعاقة والإصابة فإن عدد الضحايا المدنيين بلغ 428 شخصا بينما بلغ عدد الجرحى العسكريين 173 شخصا وبطبيعة الحال تحتل جماعة الحوثي المركز الأول في المسؤولية عن سقوط العدد الأكبر من ضحايا الإعاقة والإصابة بعدد بلغ 457 ضحية، بينهم 288 رجلاً و 113 طفلاً و 56 امرأة.
ويشمل التقرير على عدد كبير من القصص والشهادات لضحايا الألغام والمتفجرات، ومن المؤكد أنه سيشكل مرجعاً مهماً للحقوقيين والباحثين والمهتمين بهذا النوع من الجرائم الانسانية وضحاياها.
وطالبت منظمة رايتس رادار في توصياتها، ميليشيا الحوثي المسلحة بتسليم خرائط كافة الحقول والمناطق التي زرعتها بالألغام في بلادنا خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية والى الهيئات والبرامج العاملة في مجال نزع الألغام في اليمن.
ودعت الحوثيين الى التوقف عن زراعة الألغام بكافة أشكالها وأحجامها والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها.
كما دعت الأمم المتحدة الى استخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على جماعة الحوثي وعلى الأطراف الأخرى لوقف زراعة الألغام بكل أنواعها في الأراضي اليمنية.
ودعت فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة بمواصلة التحقيق في قضية زرع الألغام وتأثيرها على اليمنيين، بما يكفل إيصال الجناة إلى العدالة وعدم إفلاتهم من العقاب، وتعويض الضحايا والمتضررين.
وطالبت رايتس رادار بترتيب إعادة النازحين والمهجّرين اليمنيين، وتأمين مناطقهم من تهديد الألغام، ودعت كل الأطراف إلى الكف عن استهداف المدنيين والالتزام بقواعد الاشتباك وقانون الحرب، وعدم إقحام المدنيين في أي صراع مسلح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى