عربية

سد النهضة.. مصر تطالب بالعودة لمرجعية مفاوضات واشنطن

الرشاد برس ــــ عربي

اتفق وزراء الري في مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة، بعد أن أعلنت مصر العودة للمفاوضات مطالبة بتحديد إطار زمني لها منعا “لأن تصبح أداة جديدة للمماطلة والتنصل من الالتزامات”.
وعقد الوزراء الثلاثة اجتماعا عبر تقنية الفيديو رغم أن إثيوبيا أعلنت في وقت سابق أنها لن تعود عن قرار ملء السد وتشغيله الشهر المقبل ورغم إعلان مصر من قبل تحفظها على توقيته الذي اعتبره مجلس الأمن القومي المصري متأخرا.
روح إيجابية…
وأوضح وزير الري السوداني ياسر عباس في مؤتمر صحفي أن الاجتماع الذي استضافته الخرطوم عبر الإنترنت شهد روحا إيجابية، وكان النقاش مثمرا، وأن الجانب المصري طالب خلال اللقاء بالعودة إلى مرجعية مفاوضات واشنطن، وأن مزيدا من الاجتماعات ستعقد هذا الأسبوع على مستوى السفراء. ولم يصدر بيان عن الدول الثلاث بشأن تفاصيل هذا الاجتماع.
وعبر عباس عن أمله في أن تتواصل تلك الروح للتوصل إلى توافق في القضايا العالقة. ولم يرد أي تعليق من إثيوبيا.
ورحبت الرئاسة المصرية بالمحادثات في بيان صدر أمس الثلاثاء قبل الاجتماع، قائلة إنها اختبار لما إذا كانت هناك إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق.
وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي في ظل سعيها لأن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في أفريقيا، لكنه يثير قلقا في مصر التي تعاني بالفعل شحا في إمدادات مياه نهر النيل التي يعتمد عليها سكانها البالغ عددهم أكثر من مئة مليون نسمة على بشكل شبه كامل.
محور الخلافات ملء الخزان….
ويتركز الخلاف بين الدول الثلاث -الذي تسبب في وقف المفاوضات السابقة- على ملء وتشغيل السد الذي يكلف أربعة مليارات دولار ويجري تشييده قرب حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق الذي يصب في نهر النيل.
وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقا في واشنطن برعاية من أميركا والبنك الدولي في فبراير/شباط الماضي بشأن ملء السد وتشغيله، لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ونفت التوصل إلى اتفاق، ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.
وذكرت صحيفة اليوم السابع المصرية أن الاجتماع حضره مراقبون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا (الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي)، وتم الاتفاق خلاله على مواصلة الاجتماعات بصورة يومية ما عدا يومي الجمعة والأحد.
وتابعت الصحيفة أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على مواصلة التفاوض اليوم لتحديد دور عمل المراقبين، مشيرة إلى أن مصر اقترحت نسخة الاتفاق التي تم التوقيع عليها في واشنطن كوثيقة مرجعية للتفاوض، لكن إثيوبيا لديها عدة نقاط عالقة بشأن هذه الوثيقة لم تحسم بعد.
ودعت الخرطوم لعقد هذا الاجتماع بعد اجتماعين في مايو/أيار الماضي ويونيو/حزيران الجاري مع وزيري الري في مصر وإثيوبيا كل على حده، للبدء في ترتيبات استئناف المفاوضات بشأن السد.
استمرار تباين المواقف
وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال جلسة برلمانية ببلاده أول أمس الاثنين اعتزام أديس أبابا استكمال مشروع السد رغم تعثر المفاوضات بشأنه.‎
ويأتي استئناف التفاوض بعد جهود بذلها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مع القاهرة وأديس ابابا من أجل الجلوس مجددا.
وأشار بيان للرئاسة المصرية إلى أن الدعوة للاجتماع صدرت في ذات اليوم الذي أعادت فيه السلطات الإثيوبية التأكيد على اعتزامها السير قدما في ملء خزان سد النهضة بدون التوصل إلى اتفاق.
ووصف البيان تلك التأكيدات بأنها تتنافى مع التزامات إثيوبيا القانونية الواردة بإعلان المبادئ، وتلقي بالضرورة بظلالها على المسار التفاوضي، وكذلك النتائج التي قد يتم التوصل إليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى