تقارير ومقابلات

القطاع الخاص في الحديدة.. تعسفات المليشيا توصله الى حد الافلاس والاغلاق…

الرشاد برس…. _مــــتــــــابــــعات 
 
محمد التميمي
 
”استمراراً في سلوكها الروتيني الذي تمارسه مليشيا الحوثي الانقلابية منذ بداية حربها على المدنيين وممتلكاتهم الخاصة، تواصل المليشيا تنفيذ رغباتها العدوانية والانتقامية من المواطنين وممتلكاتهم في مدينة الحديدة رابع أكبر المدن اليمنية من حيث الأهمية.وتسعى المليشيا إلى توقيف وتدمير الحياة في مدينة الحديدة من خلال تهديدها للحركة الاقتصادية في المدينة التي تعد مركزاً تجارياً واقتصاديا هاماً للبلاد، وتوجد فيها المقرات الرئيسية لكبريات شركات الملاحة البحرية والشركات الصناعية والتجارية، التي تشغل آلاف الموظفين والعمال.
 
وأمام السلوك العدواني الذي تنتهجه المليشيا في مدينة الحديدة، أغلقت المصانع المحلية ومراكز التسوق في المدينة أبوابها، ونزح مالكوها إلى مناطق ومحافظات أخرى
 
.وأفادت مصادر محلية في مدينة الحديدة لـ”سبتمبرنت” أن عشرات المصانع المحلية أغلقت أبوابها وأوقفتالإنتاج في الحديدة، كما أغلقت مراكز التسوق والمحلات التجارية، فيما يُسجل نزوحاً لرؤوس الأموال،وذلك على وقع المعارك التي جلبتها المليشيا إلى المدينة الساحلية الواقعة غربي البلاد
 
.وذكرت المصادر أن مجموعة إخوان ثابت، التي تعد ثاني أكبر مجموعة صناعية وتجارية على مستوى البلاد، أغلقت مصانعها في مدينة الحديدة، والتي تقع بالقرب من مواقع تتمركز المليشيا وخنادقها المستحدثة، والتي تملك مصانعاً للسمن والصابون والألبان والزيوت الطبيعية والمطاحن وصوامع الغلال والأغذية الخفيفة
 
.تضيف المصادر أن مصانع “نانا” التابعة لمجموعة عبد الجليل ردمان، ومصانع مجموعة إخوان ثابت، قامت بإخلاء مخازنها من المواد إلى شاحنات ونقلتها إلى خارج المدينة، خوفاً من تعرضها للدمار، وتحسبا لحدوث عمليات نهب متوقعة من قبل المليشيا، التي لم يسلم منها أصحاب الشركات التجارية في الوقت التي كانت تنفرد بالسيطرة على المدينة
 
.ويتخوف التجار في مدينة الحديدة من الدمار الذي سيلحق بمؤسساتهم ومحالهم، وخصوصا بعد فرار المليشيا من مطار الحديدة ومنطقة كيلو16، بسبب الضربات الموجعة التي تلقتها من قوات الجيش الوطني في تلك المناطق ولجأت للاحتماء بمنازل المواطنين والمنشآت والشركات التجارية داخل المدينة التي من المتوقع أن تقتحمها قوات الجيش في أي وقت لتحريرها من المليشيا.
 
وأعلنت قوات الجيش الوطني، الثلاثاء الماضي، سيطرتها على مطار الحديدة، بعد يومين من المعارك، تمكنت خلالها من طرد المليشيا منه، وواصلت تقدمها نحو الميناء، وأحياء المدينة، التي انسحبت إليها العناصر المتبقية من المليشيا المنهزمة في المعارك السابقة.
 
ويرى مراقبون أن محاولة المليشيا جر المعركة التي تخوضها قوات الجيش الوطني ضدها إلى الأحياء السكنية في مدينة الحديدة ستلقي بتداعيات خطيرة على المدنيين كما فعلت المليشيا في مدينتي عدن وتعز، فضلاً عن تداعياتها الخطيرة على النشاط الصناعي والتجاري في المدينة.
 
ووفقاً للمراقبين فإن المعركة رغم تداعياتها إلا أنها ستعمل على تجفيف موارد المليشيا التي تقاتل من أجلها، وتضحي بالعديد من قيادتها وعناصرها كل يوم، كونها تمثل المورد الأول والأكبر للمليشيا في مناطق سيطرتها، والتي بفقدانها ستصاب المليشيا بالشلل المادي والمعنوي
 
.تحرير الحديدة سيعمل على تقليل قدرة المليشيا على تمويل الحرب، حيث تمثل أهم مدينة يمنية تمدهم بالمال، من خلال الضرائب على القطاع التجاري والصناعي وإيرادات الميناء وعائدات الثروة السمكية والزراعية، بحسب المراقبين
 
.يشير خبراء الاقتصاد المتابعين لسير معركة تحرير الحديدة إلى أن القطاع الصناعي في المدينة قد يتأثر بالحرب الدائرة حالياً، لكنه سوف ينتعش عقب تحرير المدينة، معللين ذلك بتخلص القطاع الصناعي من ممارسات الابتزاز التي تفرضها المليشيا من خلال الإتاوات والضرائب غير القانونية.وفي ظل الممارسات الاجرامية للمليشيا في الحديدة والخطوات الابتزازية الحاقدة لها تشهد أسواق المدينة حالة من الهلع غير المسبوقة مما تسعى إليه المليشيا من دمار وخراب ,وإقلاق للأمن والسكينة، كما تشهد أزمة خانقة في البنزين والديزل والغاز المنزلي، وكذلك طوابيرمن المركبات أمام محطات الوقود، مع ارتفاع الأسعار، بسبب استخدام المليشيا للمشتقات النفطية في وسائلها الحربية في المعارك، وكذلك محاولة منها لتعويض مواردها المفقودة…..
 
 
سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى