الالتزام بين طول الثوب وطول اللسان
محمد شبيبة….
منذ أن عرفت الإلتزام – إن صح أن نُس ميه التزام – وأنا أتعاهد ثوبي حتى لايكون أسفل الكعب والحمدلله مرت 30 سنة تقريبا ولم ينزل ثوبي تحت الكعب
حتى ثوب النوم أتحرى طوله فلا يكون إلا فوق الكعب
ثانيا : كنت أصنف الرجل من حيث قربه للسنة أو بعده منها بثوبه فإن كان ثوبه فوق الكعب وصفته بالملتزم وإن كان مسبل الثوب لمزته في إلتزامه واتهمته بعدم تمسكه بالسنة
العجيب أنني وخلال هذا المدة الطويلة نفسها ، ومنذ أن عرفت الإلتزام وأنا لم أتعاهد لساني كما أتعاهد ثوبي
وخلال هذه العقود الثلاثة التي مرّت لا أعتقد أنه مر يوم أو بعض يوم وأنا لم اغتاب هذا أو ألمز ذاك أو أقترف النميمة في حق أولئك
وأيضا لم أكن أصنف الرجل من حيث قربه أو بعده من السُنة بصمته واستقامة لسانه أو بكثرة مايقع فيه من غيبة و نميمة
كل هذا التصنيف الأعوج والفهم الأجوف وأنا أعرف أن طول الثوب إذا كان بدون خيلاء غاية حكمه كراهة تنزيه ، التي لا إثم معها كما هو مذهب جمهور أهل العلم
بينما ممارسة الغيبة والنميمة ولوك أعراض الناس يدل على التحريم ، ويعتبر من كبائر الذنوب بإتفاق أهل العلم
من الغرابة والله أن يلقى طويل الثوب الهجر والتصنيف ونحكم عليه بمفارقة الإلتزام والتساهل بالسنة
بينما ذلك الذي يتخوض في أعراض الناس ويفري فيهم فرياً وتجري الغيبة والنميمة على لسانه وفي مجالسه كما يجري النَفَس ، يلقب بالغيور على السنة ويجد من طلبة العلم من يحمد له فعله ويشكره على صنيعه
أخي الحبيب لايزين لك الشيطان فأعراض الناس مصانة وبإمكانك أن تبين الحق وتفند الشُبه بعيداً عن الإسفاف وهتك الأعراض، فاحفظ لسانك وإياك والتفكه بلحومهم فقد قال نبيك عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)
وقال لسفيان بن عبدالله حينما قال ما أخوف ماتخاف علي يارسول الله ( فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا)
وكان أبو بكر الصديق الذي يرتخي إزاره يتعاهد لسانه ويقول ( هذا الذي أوردني المهالك)
وقد كان السلف لايرون الورع في كثرة القيام والصيام والصدقة وإنما في الكف عن أعراض الناس
لماذا ياشباب الحركات الإسلامية أصبحت ألسنتنا ترتع في المحظورات وتستسيغ تناول الحُرمات في المجالس وعلى الصفحات ، بدون ورع أو تورع ؟!
وأسفاه نتعاهد ثيابنا ولا نتعاهد ألسنتنا
وأسفاه نحاسب أنفسنا على طول ثيابنا ولا نحاسبها على طول ألسنتنا
صدق الشيخ الألباني رحمه الله حينما قال ( اهتمينا بالتعليم ولم نهتم بالتربية)
اللهم إن للسان زلات فاغفر زلات ألسنتنا وللكلام سقطات فاغفر سقطات كلامنا واكتب لنا في سائر أمورنا خيرا