أخبار العالم

انتهاء الاجتماع الروسي – الأوكراني في اسطنبول

الرشادبرس- دولي

قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن المحادثات المباشرة بين الوفدين الروسي والأوكراني، التي جرت اليوم (الجمعة) في إسطنبول، انتهت بعد نحو ساعتين من انطلاقها، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاث سنوات. وشارك في المحادثات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، ما يعكس أهمية اللقاء من المنظور التركي.

وبحسب تصريح لمسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد تقدمت روسيا بمطالب وُصفت بأنها “غير مقبولة”، تضمنت دعوة كييف للتخلي عن مساحات إضافية من أراضيها، بالإضافة إلى انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق تسيطر عليها حاليًا، كشرط أساسي لوقف إطلاق النار. واعتبر المسؤول أن هذه المطالب “تهدف إلى عرقلة مسار التفاوض وتخريجه عن أهدافه الأصلية”.

مشاركة ثلاثية

شهد اللقاء الثلاثي حضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إلى جانب نظيره الأميركي ماركو روبيو، والسفير الأميركي في أنقرة توم باراك، إضافة إلى المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ. ومثّل أوكرانيا في الاجتماع كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك، ووزيرا الدفاع والخارجية رستم عمروف وأندري سيبيها.

ووصف وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها الاجتماع مع الوفدين التركي والأميركي بأنه كان “جيداً”، مؤكداً عبر منصة “إكس” أن روسيا مطالبة بإثبات جديتها في التفاوض من خلال اتخاذ “قرارات ملموسة”، وعلى رأسها الموافقة على وقف كامل لإطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يوماً، دون شروط مسبقة.

لقاءات موازية

بالتوازي، جرى اجتماع مغلق بين مسؤولين روس وأميركيين في أحد فنادق إسطنبول، جمع مايكل أنتون، مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية، والمستشار الرئاسي الروسي فلاديمير ميدينسكي، الذي يرأس الوفد الروسي. ولم تصدر أي تصريحات رسمية حول فحوى هذا اللقاء.

من جانبه، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أنهى جولته في الخليج، عن أمله في إحراز تقدم بالمفاوضات، معلناً نيّته لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “عند ترتيب الظروف المناسبة”. وكان ترمب قد صرّح في وقت سابق بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد لقائه المباشر ببوتين، مقللاً من فرص التوصل إلى اتفاق دون هذا اللقاء.

مواقف متباينة

وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوفد الروسي بأنه “رمزي”، متّهماً موسكو بعدم الجدية في التفاوض، ما دفع الأخيرة إلى الردّ بوصفه بـ”المهرّج” و”الفاشل”. وأكد زيلينسكي أنه أوفد وفدًا رفيع المستوى إلى إسطنبول “احترامًا” لكل من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الأميركي ترمب، لكنه أصرّ على أن الحل الحقيقي يمر عبر محادثات مباشرة مع بوتين.

وأشارت تقارير إلى أن ميدينسكي تلقى “كامل الصلاحيات” من الكرملين للتفاوض، وهو ما شكّك فيه الجانب الأوكراني، فيما يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف.

دعم أوروبي وضغوط متزايدة

وفي السياق، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عشية قمة “الجماعة السياسية الأوروبية” في ألبانيا، على أن روسيا “يجب أن تدفع ثمناً لتجنّب السلام”، مؤكداً تضامن بلاده مع أوكرانيا.

وتضم القمة ممثلين من الاتحاد الأوروبي و20 دولة أخرى، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وتتفق كييف والدول الغربية على ضرورة فرض وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل قبل استئناف أي مفاوضات جدّية، وهو ما ترفضه موسكو حتى الآن.

مطالب متباعدة

وتظل الهوة بين الطرفين عميقة، حيث تصرّ روسيا على الاحتفاظ بالأراضي التي ضمتها، وترفض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، فيما تطالب كييف بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية غربية صارمة تحول دون أي عدوان مستقبلي.

ورغم تشاؤم الأوساط الدبلوماسية، أبدى زيلينسكي استعداده للتفاوض المباشر مع بوتين، في محاولة لفتح نافذة جديدة أمام حل سلمي شامل، رغم إدراكه بأن بعض الأراضي قد تُستعاد عبر أدوات دبلوماسية لا عسكرية.

المصدر: أ ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى