تقارير ومقابلات
نهب المساعدات الدولية ، وسيلة قمع حوثية تهدد المواطنيين

الرشاد برس_تقارير
لم تتوقّف المليشيا الانقلابية ولو للحظة واحدة في اختراع الاساليب القمعية ، والطرق الوحشية التي من شأنها أن تضغط على المدنيين الواقعين تحت سيطرتها ، وما الأحداث الأخيرة التي تبنتها المليشيا الانقلابية منا ببعيد ، إذا اتجهت للتضييق على المواطنين في نهبهم العملة الصادرة عن الحكومة ، ومنعتهم التعامل بها ، واجبرتهم على مصادرتها .
منذ انقلابها المشؤوم ، ولم تترك شيئا ، فهذه المرة طغيانها من نوع آخر ، إذ عملت على استهداف المنظمات الإغاثية، على النحو الذي يضاعف الأعباء على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها .
وعلى مدار الأسابيع الأخيرة ، كثًّفت المليشيات من حملات التحريض والاستهداف ضد المنظمات الدولية العاملة بمناطق سيطرتها ، وذلك من خلال وسائل إعلامها ، وعبر منابر المساجد.
وعمل خطباء المساجد ، التي تعينهم المليشيا مأجورين وبوق لها ، على شن حملات تحريض ممنهجة ضد المنظمات الدولية، تمثَّلت في المطالبة بطرد الموظفين الأجانب العاملين في منظمات اليونيسف والصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ، ووصفوهم بأنهم “جواسيس لا ينبغي السكوت عنهم”.
وكثيرًا ما تعمَّدت المليشيات الحوثية استهداف المنظمات الإغاثية الدولية في المناطق الخاضعة لسيطرتها ، عبر جملة من الخطوات التي فضحت سلطة الحوثي الغاشمة.
ومن بين الخطوات الحوثية، أصدر ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية، الذي أنشأته المليشيات للتحكم بعمل المنظمات الدولية، تعميمًا ، طالب فيه المنظمات بعدم عقد أي اجتماعات في مقارها إلا بعد الحصول على إذن مسبق.
ورصدت مليشيا الحوثي ، اجتماعات داخل مقر سكن العاملين في منظمة الأمم المتحدة ، ما يثبت تجسُّس المليشيات على المنظمات ، في حين أن غالبية اللقاءات في السكن تكون شخصية وخارج إطار العمل.
إلزام الحوثيين للمنظمات بالحصول على إذن خطي لاجتماعاتها الروتينية، يعتبر تجميدًا ضمنيًّا لعمل المنظمات في صنعاء ومناطق سيطرتها.
وفي خطوة أخرى ، هدَّدت المليشيات بطرد المنظمات الدولية العاملة في بلادنا من المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وحلقات الاستهداف الحوثية لم ينتهي عند هذا وحسب ، إذ قال وكيل وزارة خارجية المليشيا غير المعترف بها محمد حجر أنّه ينبغي على المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني الالتزام بمبادئ النزاهة.
وقال أحمد العماد المسؤول بوزارة خارجية المليشيا ، أنّ آلية المساعدات الإنسانية لبلادنا أضحت محل جدل في الداخل وفي أروقة الأمم المتحدة ، وعبّر عن رفضه لما أسماه “العبث” بالمساعدات الإنسانية، وقال: “نحن في محل تقييم آلية المساعدات المقدمة لبلادنا”.
إقدام المليشيات الحوثية على هذه الممارسات تكشف عن الوجه الإرهابي لهذا المعسكر، الذي يستهدف تأزيم الوضع الإنساني لإطالة أمد الأزمة وتكبيد المدنيين أعباءً ثقيلة.