تقدم حذر في وساطة وقف إطلاق النار بغزة
الرشادبرس- عربي
كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية متطابقة عن تقدم ملموس في جهود الوساطة الرامية لوقف العدوان على غزة، في ظل تعثر المفاوضات منذ أسابيع، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار وتشديد القبضة العسكرية على القطاع المحاصر.
وقال مسؤول أمريكي رفيع لموقع أكسيوس: “لا نتوقع اختراقًا هذا الأسبوع، لكننا بالتأكيد نحرز تقدمًا، ونحن أقرب إلى التوصل لاتفاق مما كنا نظن”
وفي الوقت الذي تحتدم فيه الأزمة الإنسانية في غزة، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالًا برئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب فيه عن ارتياحه لما وصفه بـ”سماح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية” إلى القطاع، وهو ما يراه مراقبون غطاءً أمريكيًا متكررًا للسياسات الإسرائيلية، دون مساءلة حقيقية عن الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.
اللافت أن هذا الاتصال جاء متزامنًا مع اجتماع مطوّل عقده ترامب مع فريقه للأمن القومي والسياسة الخارجية في منتجع كامب ديفيد، ناقش فيه تطورات غزة والملف النووي الإيراني. الاجتماع الذي ضم أسماء بارزة في الإدارة، من بينهم نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، يُظهر حجم التداخل بين الملفات، وخصوصًا في ما يتعلق بالتنسيق العسكري والأمني مع إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي شارك في الاجتماع: “الاجتماع وفّر فرصة نادرة لجلوس كبار صانعي القرار معًا لفترة طويلة وبحث القضايا العالقة بعمق”. لكن اللافت أن هذه “الفرصة النادرة” لم تنعكس على الأرض في صورة ضغط فعلي لوقف العدوان الإسرائيلي، بل اكتفت بالتلميح إلى إمكانية “تقدم” دون تفاصيل واضحة.
وفي ظل هذا المشهد، تبقى الهدنة المرتقبة رهينة الحسابات السياسية، والمراوغات الإسرائيلية المدعومة أمريكيًا، بينما يدفع الفلسطينيون وحدهم ثمن الانتظار والتفاوض. ما يبدو كـ”تقدم ملموس” في العلن، لا يزال حتى الآن بلا أثر فعلي على أرض الواقع، حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قصف غزة، وتحاصر الإنسانية تحت ذرائع “الأمن القومي”.
المصدر: وكالة معا