مقالات

أطفالنا بلا فرحة يا مليشيا….

مقال

ليت الفجر لا يطلع ، ولا يأتينا العيد”
بهذه العبارة صدمت طفلة – البالغة من العمر 10 سنوات – والدها المسكين الضعيف أمام طلباتها ،
عبارة يتصدع لها القلب ألما وحزنا ،
تذرف لها الدموع بدون تكلف ،
لقد وقف الأب عاجزاً عن شراء الملابس الجديدة لأطفاله الذي لا يحلو العيد إلا بملبس جديد.

يقول أحد الآباء والدموع تنهمر من عينيه : “وعدت أطفالي خلال أسبوعين بأني أخرج لشراء ملابس العيد ،
لكنني أعود ولا أصطحب معي سوى الهم فقط،
وكل يوم يطلب أولادي مني إصطحابهم إلى السوق كما كنا نفعل في السابق ،
إلا أن الاعذار تسبقني في الرد عليهم ، اختلق لهم أسبابا لمنع ذلك ، وعندما رأت إبنتي أن العيد على الأبواب تمنت أن لا يطلع يوم العيد ولا يأتِ العيد، لأنها ستشعر بالحسرة حين تشاهد الأطفال يلبسون الجديد وهي لم تلبسه”.

أوضاع معيشية صعبة ، لا يستطيع قلمي خطها وبثها ، جعلت أرباب الأسر ينظرون إلى العيد بأنه مصدر هم وكدر بعد أن كان مصدر سعادة وفرح، فلقد أصبح حال الكثير من أرباب الأسر يقولون “يأتينا العيد بمزيدٍ من الهموم والأوجاع، فالأطفال يطلبون منا ملابس العيد، والأضحية والحلويات، ونحن غير قادرين على توفير حتى لقمة العيشف، فكيف بملابس العيد، لذا فإننا نرى أن العيد كابوساً يجعلنا نذرف الدموع على واقعنا الذي نعيشه والعجز الذي يلتف حولنا ، ولا نملك حلا لكسره.

اسمعتم يا مليشيا ؟
هل مرت عليكم مثل هكذا أوضاع ؟
هل تنصدمون من أبنائكم ، كما ينصدم المواطنون المساكين الخاضعين تحت سيطرتكم ؟
كيف لكم ذلك ؟ وأنتم تعيشون في ترف وفي غناء لا تسألون عنه ، ولا ينازعكم فيه غيركم ،
وغيركم يفتقرون إلى أبسط الاساسيات ، غيركم وفي ظل سيطرتكم يبحثون على لقمة العيش لأطفالهم ، فكيف سيشترون لهم الملابس والجعالة ؟
أطفالنا بلا فرحة يا مليشيا ، والسبب أنتم ، أنتم من قتلم ذلك الشخص الذي يدعى ( العيد) ؟
أنتم من حولتم فرحة العيد إلى كابوس وهم وكدر وضيق لدى المواطنين ؟
أنتم من نزعتم تلك البهجة والسرور الذي يرتسم على وجوه الاطفال ومحياهم في العيد ،
كل ذلك أنتم السبب فيه يا مليشيا ،
ونملك حيال هذا إلا أن نقول كما قال يعقوب عليه السلام :
إنما أشكو بثي وخزني إلى الله.

كتب _موسى إبراهيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى