عربية

إصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين عقب مسيرة الأعلام

الرشاد برس ــــ عربي

اندلعت مواجهات عنيفة مساء امس وصباح اليوم بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن إصابة عشرات الفلسطينيين، واعتقال آخرين. وسبقها اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، حيث أدوا صلواتهم وتمددوا خلالها على الأرض، فيما يعرف عندهم بـ”السجود الملحمي”، ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية.
وشارك في المسيرة -التي اختتمت مساء امس عشرات آلاف الإسرائيليين، حيث انطلقت من منطقة باب العامود إلى البلدة القديمة من مدينة القدس، انتهاء بحائط البراق الذي يسميه اليهود بـ”حائط المبكى”.
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان تأكيدهم أن المشاركين في المسيرة رددوا هتافات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما هتفوا “الموت للعرب”.
وأصيب 79 فلسطينيا جراء قمع واعتداء الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين عليهم داخل البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي الضفة الغربية، أُصيب 145 فلسطينيا خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، اندلعت في مواقع متفرقة ردا على المسيرة.
وسبق المسيرة اقتحام مئات المستوطنين المسجد الأقصى صباح الأحد، وفي فترة ما بعد صلاة الظهر. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد مقتحمي المسجد الأقصى بلغ 1687 مستوطنا.
وهاجم مستوطنون منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم في حي الشيخ جراح بالقدس، مما تسبب في إصابة عدد منهم بعد اشتباكهم مع سكان الحي.
الى ذلك قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما جرى في القدس والمسجد الأقصى يوم أمس الأحد فيما يعرف بـ”مسيرة الأعلام” لن يغتفر، معتبرا ما وقع “اعتداء على كل مسلم وحرّ في هذا العالم”.
وأضاف هنية في تصريحات نقلها مستشاره الإعلامي طاهر النونو، أن “المقاومة ستواصل طريقها حتى اجتثاث الاحتلال من أرض فلسطين”.
وأكد رفض المكتب السياسي للحركة إعطاء أي تعهد أو ضمانات لأي طرف بشأن ما يمكن أن تكون عليه الأوضاع داخل فلسطين المحتلة.
وقال إن بعض الأطراف (لم يذكرها) بدأت الاتصال برئيس الحركة “من أجل العمل على احتواء الموقف، وعدم تدهور الأمور أكثر مما جرى حسب قولهم”.
وتعليقا على المسيرة أيضا، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إن مدينة القدس كانت وستبقى فلسطينية عربية، مؤكدا أنه “لا يمكن لقوة غاشمة أو مستوطن غريب عابر أن يغيِّر هذه الحقيقة الخالدة”.
وأضاف قاسم أن “الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق والتاريخ والمكان، وسيواصل دفاعه عن حقه حتى طرد المستوطن الصهيوني، وسيحمي هوية هذه المدينة المقدسة في معركة مفتوحة ومتواصلة مع الاحتلال الصهيوني”.
من جهته، حذر محافظ القدس عدنان غيث من أن الاحتلال يسعى لإشعال حرب دينية في المنطقة، من خلال الاستمرار في الاعتداء على المقدسات الإسلامية بالقدس.
وقال إن التصاعد الكبير في حجم الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وعلى المقدسيين “لم يكن ليصل إلى هذا المستوى، لولا هرولة بعض الدول العربية إلى التطبيع”.
واعتبر غيث أن مستوى ردود الفعل العربية والإسلامية على ما جرى أمس في القدس كانت دون المستوى المطلوب.
بدوره، قال مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني إن ما يجري من اقتحامات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال وعدد من المستوطنين المتطرفين “لن يغير من إسلامية المسجد الأقصى”.
وحذر الكسواني -في تصريحات للجزيرة- من أن رسالة الاحتلال اليوم هي أنه يريد نقل المعركة إلى داخل المسجد الأقصى.
كما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن مسيرة المستوطنين واعتداءاتهم أمر مدان وستترتب عليه تبعات خطيرة، مطالبا المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن ما تعرضت له القدس أمس بمواطنيها ومقدساتها هو “إرهاب دولة واستعمار وفصل عنصري منظم”، مؤكدة أن تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بمسيرة الأعلام “استخفاف ممنهج بالمجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
ودانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، سماح الاحتلال للمستوطنين بتنظيم مسيرات استفزازية وأداء طقوس تلمودية في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت اللجنة -في بيان لها- إن حكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى تصعيد خطير، مخالفة بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية.
وأشارت إلى أن “حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى إلى فرض تطهير عرقي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتهويد المدينة المقدسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى