مقالات

الحوثيون أداة باطنية لخدمة المشروع الغربي

بقلم / محمد الأحمدي

على مرّ التاريخ، لم تكن الحركات الباطنية سوى خنجر مسموم في ظهر الأمة، وأداة رخيصة من أدوات الحملات الصليبية على العالم الإسلامي..
هذا ما أثبتته أحداث السنوات الماضية من تمكين غربي للمليشيات الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مع اختلاف الوسائل والذرائع، حسب ما تقتضيه ظروف المرحلة وطبيعة البلاد الجيوسياسية.
الحوثيون في اليمن ليسوا استثناء، فقد استخدموا في عهد باراك أوباما (الديمقراطية)، أداة لتقويض العملية السياسية في البلاد، خاصة بعد سطوع نجم الإسلاميين السنة في أعقاب ما عُرف بثورات الربيع، وكان الهدف من دعم الحوثيين هو كبح جماح الطموحات المشروعة للتغيير والحكم الرشيد، وذلك تحت وطاة المخاوف الغربية والأمريكية عموما من أن يؤدي أي نظام حكم جديد للإسلاميين السنة في اليمن إلى استقلال القرار الوطني والخروج من دائرة الاستلاب الذي تفرضه شروط التعبية للغرب واستحقاقات النفوذ وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
ولذلك، عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضبط بوصلة الصراع في اليمن، لمنع سقوط المشروع الحوثي، و الإبقاء على حالة الاستنزاف لكل الأطراف من أجل ضمان التحكم بأدوات الصراع، وصولا إلى اللحظة التي يرضخ فيها الجميع لإملاءات واشنطن ورؤيتها للحل.
منذ جولة الحوار الأولى في جنيف مرورا بمبادرة جون كيري وصولا إلى رفع مليشيا الحوثي من قائمة الإرهاب الأمريكية، كلها محطات تهدف إلى تمكين المليشيا الحوثية في اليمن و منحها صك براءة من جرائمها بحق اليمن، والإبقاء عليها ضمن معادلة الصراع.
ولذلك، بدأت ثمار القرار الأمريكي بإزالة تصنيف مليشيا الحوثي من الإرهاب، بتعنت المليشيا في مفاوضات الأردن حول الأسرى والمختطفين، وفتح جبهة جديدة في مأرب، من جهة بني ضبيان، حيث تدور معارك عنيفة. وقد يكون القادم مزيدًا من تطبيع الإرهاب الحوثي المدلّل أمريكياً وغربيًّا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى