الرشاد في ذكرى تأسيسه
الرشادبرس_ مقالات
بقلم /صالح يوسف
قديكون من المبكر الحكم مسبقا على اي تنظيم سياسي نشأ في ظل ظروف استثنائية وعصيبة وفي فترة زمنية وجيزة وخاصة في خضم التجاذبات السياسية والإستقطاب منقطع النظير الذي تلا ثورات الربيع العربي .
في تلك الفترة العصيبة من تاريخ اليمن وبالاخص في 15/يوليو 2012م ولد حزب الرشاد الذي جاء ثمرة لكفاح ونضال مجموعة من العلماء والأكاديميين والمفكرين والمثقفين وطلاب العلم بمختلف شرائح المجتمع ومن جميع المحافظات .
جاء الرشاد من رحم دستور دولة الوحدة اليمنيةفي ذروة التجاذبات السياسية والهزات الإرتدادية التي اعقبت ثوره 2011م ومر بمحطات اختبار فاصلةاهمها مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني والدفاع عن الجمهورية ومكتسبات الوطن ضد الإنقلاب الحوثي.
وبحسب المتابعين والمحللين فإن الحزب ارتكزعلى اهداف واضحة وقواعد ثابته ميزته عن غيره اهمها التأكيد على ان الشريعة الإسلامية هي المرجعية المطلقة والحاكمة للدولة وإقامة العدل وتجسيد حق الأمة في امتلاك قراراهاوتحقيق سيادة الدولة وتفعيل العمل الجماهيري وتحقيق استقلال القرار السياسي ورفض التدخل الأجنبي وبناء قوات الجيش والأمن على أسس الكفاءة والمهارة وتأهيلها إيمانياً ووطنيا وماديا والعناية بالشباب والأسرة وترشيد دور القبيلة اليمنية للمحافظة على أعرافها الحميدة والقضاء
مر الحزب بمنعطفات خطيرة ومواقف وطنية صعبة وبحكمة قيادته تخطى تلك المواقف وانحاز لثوابت الوطن وكان لافتا موقف الحزب الواضح من التهجير القسري الذي تعرض له الأهالي في قرى دماج 2014م، كان لاتحاد الرشاد موقفاً واضحاً وحازماً في رفضه لتلك الممارسات التي اتخذت آنذاك ضد سكان عزل وطلاب علم وكان هذا الموقف جليا في بيانات وتصريحات الحزب وخطابات قادته ومشاركة كوادره في المسيرات الجماهيرية الرافضة لهذا التهجير
ولعل مايمكن التوقف عنده هو موقف الحزب من اتفاق السلم والشراكة في 2014م كان للرشاد حينها تحفظات على مضمون الاتفاق ووجهة نظر تجاه التحركات العسكرية للمليشيات الحوثية واقتحامها للمؤسسات والوزارت والقطاعات العامة والخاصة، أثبتت الأحداث صوابية ماكان يحذر منه الرشاد بالنص والحرف
وكان لافتا ايضا مشاركة الرشاد بقوة وفاعلية بمؤتمر الحوار الوطني 2013م بأوراق وافكار جديدة مستمدة من مبادى واهداف الحزب المرتكزة على حب الوطن وهادفة الى العدالة والمواطنة المتساوية ونبذ العنف والتطرف وبناء اليمن الجديد.
ومثلت لحظة سقوط الدولة وجمهوريتها في أيدي مليشيا الإنقلاب الحوثية من أسوأ لحظات اليمنيين على الإطلاق منذ إعلان قيام الجمهورية في 26 سبتمبر 1962، لحظة ذهول صادمة لليمنيين جميعا، باعتبار أن ما حدث يعني عودة اليمنيين الى ماقبل التاريخ.
وجد حزب الرشاد نفسه امام خيار واحد لا ثاني له وهو الدفاع عن الثورة والجمهورية ومكتسبات الوطن فقد انخرط الحزب وكوادره في الدفاع عن الجمهورية والشرعية في معظم الجبهات ولايزال يقبع الكثير من كوادر الحزب في سجون المليشيات الحوثية بينما يعاني الآخرون من الإقصاءوالتهميش فقد سخّر الرشاد كل إمكاناته وطاقاته للدفاع عن الجمهورية واستعادة الدولة وشارك في كل استحقاقات المرحلة.
وعلى صعيد الملفات الخارجية كان الرشاد ومايزال يتبنى ويدعم القضايا العربية والإسلامية المصيرية وفي طليعتها القضية الفلسطينية بعيدا عن المزايدات والمسرحيات المصطنعة وأفلام الأكشن معبرا عن دعمه المطلق والا محدود لإخواننا في غزة وكان ذالك جليا في بيانات وتصريحات الحزب ودعمه المادي والمعنوي لاخواننا واهلنا في غزة وكان لافتا مشاركة كوادر الحزب في المظاهرات الأسبوعية في محافظتي تعز ومأرب المنددة بالمجازر الصهيونية والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة .
كان ولازال للرشاد مسيرة حافلة من النضال في سبيل حماية ثوابت الشعب اليمني والجمهورية والوحدة.
أثرى الرشاد الحياة السياسية في اليمن، وجسّد بمواقفه في مختلف المحطات التاريخية عمق الانتماء لليمن، وحرصه على حماية المكاسب الوطنية.
ويؤكد الرشاد في كل بياناته على التلاحم والتكاتف والتعاون والشراكة الوطنية والتحلي بالمسؤولية لإنقاذ اليمن من الإرتهان للخارج ونبذ كل أنواع المكايدات التي تستهدفه وتسعى للسير به نحو مشاريع الاختلالات والفوضى وضرورة العمل بروح الفريق الواحد لاستعادة الدولة اليمنية وإسقاط كل المشاريع الضيقة