الفيتو الديناصور
بقلم /احمد عبدالملك المقرمي
يسقط النفاق سقوطا مدويا عند احتدام المواقف، أما في الأمور العادية فميدان النفاق واسع، و لسانه حلو، و تصرفاته وَقُورة، و دموعه تنافس دموع التماسيح غزارة ..!! و حين تحتدم الأمور، و تتطلب موقفا رجوليا، و كلمة طيبة من ذلك الكلام الحــــلو، و قرارا من ذلك الوقار، و ترجمة لتلك الدموع؛ تنكشف الحقائق المــــرة، فاللسان يتحول إلى لســـان أفعى، و التصرف، ينقلب غدر ذئب:
و أنت امرؤ يا ذئب و الغدر كنتما
أُخَـــيَّيْن كانـــــــا أُرٰضِـــــعا بلبان
وأذهب التوقّر انكشاف القناع الذي أظهر الخـــسة و اللؤم، و غابت دموع التماسيح؛ لتبرز الأنياب ..!! و هل هناك أنياب و مخـــــــالب ؟ أو هل هناك غــدر أو لؤم، و خسة طبع أسوأ و أوغد من أنيــاب ( فيتو ) يستبيح أرواح أطفال و نساء، بل و يستبيح كل مظاهر الحياة؟ و الأدهى من ذلك أنه يستبيح مكانة شعبه، و حضارته المُدّعاة !!؟
أجزم أن الشعب الأمريكي عامة يخحل من مسمّى ( الفيتو) و يتوارى فزعا حين يراه يُستخدم بابتــذال نيابة عنه. فهناك حكـــــــومات و هناك إدارات تدمن الكراهية، فتنعكـس عليها آثارها، و يحجب الغرور عن مدمني الكراهية الانعكاسات التي يسببها غرورها، فلا تدرك مغبّة ما صنع غرورها إلا بعد فــوات الأوان. أطفال يطالهم إجرام الهمجية المتوحشة، بقصف ناري تتقزم بجواره جرائم النازية؛ فيجمع عـــــــقلاء العالم على مــنع ذلك الإجرام الفاشي، و يطالبون بوقف إطلاق النار، فينتفض الفيتو كديناصــور تفلّت من الانقراض- إلى حين- و على حين غفلة ليتشامخ مستكبرا مطالبا باستمرار المجازر ؛ ليثبت للعالم أنه ضليع بعتاده، و ذخائره… و طائراته، في الحـــــــرب على غزة.. و بالفيتو الديناصور أيضا.
اعترف الفيتو أن طائراته تجوب سماء غزة، لكنها – بحسب زعمه – لا تمارس أعمالا قتالية ؛ كعادته في تقمص مســـــــوح الرهبان؛ لعله يرمي منها الزهر و الورود ..!!!
غزة كلها تحولت بفعل تعصب الفيتو إلى ســــــــاحة معركة مفتوحة، و إلا فماذا يعني تحليق طائرات الفيتو في طول غزة و عرضها في أجواء حرب؟ أم تراها تقدم أعمالا استخباراتية لأماكن وجود الأطفال باعتبارهم (غير مدنــــــــيين)؛ لأن إدارة الفيتو زعمت أنه ليس هنالك دلائل على قتلى في صــــــفوف المدنيين بغزة، و هي أكبر فرية يشهدها العالم، و أسوأ دعاية سوداء تفتّقت عنها الذهنية الإعلامية البائسة. ليت.. و هل ينفع شيئا ليت ؛ ليت قومي يعلمون، و يدركون حقيقة موقف الفيتو من أمتهم؛ خاصة و قد أخــــــــرج اللـــــه أضغانهم، و كشف للعالم حقيقتهم. و ليت الشعب الأمريكي يدرك ما تجنيه عليهم و على حضارتهم إدارة الفيتو !؟