المتسولون بالإلحاد
الرشادبرس _ مقالات
بقلم الشيخ. د/محمدبن موسى العامري _ ئيس الهيئة العليا لإتحاد الرشاد.اليمني
روى مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ قال: -بَادِرُوا بالأعْمَالِ ( الصالحة ) فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا.
بعد فتنة الحو/ثيين في اليمن ومع تدهور الأحوال المعيشية نشطت – لدى فئات شاذّة – مشاريع التسول بالإلحاد، بالإستخفاف بالمصلحين والعلماء ، ومدارس القرآن الكريم وبالتندر بكل فضيلة في مجالسهم ، ووسائل التواصل الإجتماعي ، والترويج للفواحش ، تحت شعارات التحرر من القيود الدينية والإجتماعية ! واستجابةً لإغراءات مادية نظير إعلان تمردهم على القيم التي نشأوا عليها ، ومحاربتهم لأبواب الفضيلة لتنقلهم شياطينهم خطوة أخرى إلى السخرية بأحكام الله وتشريعاته ، ولأنّ الخطايا تتوالد من بعضها ، وتجرّ من سيئٍ إلى أسوأ فقد تهاووا إلى الطعن في مصادر الإسلام ، بالتشكيك في السنة وإنكارها ، وشيئاً فشيئاً تجرأوا على القرآن الكريم ، محرفين لمعانيه ، متلاعبين بمفاهيمه ولم تزل شياطينهم تؤزّهم على المضي في غوايتهم ، حتى أنكر بعضهم وجود الخالق سبحانه ، وأعلن إلحاده جاحداً فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وداعياً إلى الإباحية وارتكاب المحرمات ونكران البعث ، والحساب واليوم الآخر وأن الحياة كما قال أسلافهم الدهريون ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ : {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين}
لم يكونوا ملاحدة ، في واقع الأمر عن طريق الإغراق في المناهج الفلسفية ، أو الجدلية المادية الديالكتية ، أو المقارنة في علوم اللاهوت – كحال ملاحدة الغرب – بسبب التناقضاة الكنسية وكهانتها ، فالشأن في الإسلام مختلف لحفظه من التحريف والتبديل ، ولتوافقه مع العلم والفطرة ، والمسلمات العقلية ، خلافاً لماسبق من الديانات المحرفة .
وغاية مافي الأمر ، أن ملاحدة اليمن متسولون لفضلات ومعونات ، ماتجود به عليهم بعض الجهات الغربية فهم في حقيقتهم طلاب سحت لا طلاب فكر، ومنطق ، ومرد ذلك إلى شؤم مليشيا الحو/ ثي، الإرهابية ، ونشرها لضلالاتها وخرافاتها العنصرية المنافية لحقيقة الإسلام ومنطق العقل مع سياسة الإفقار والتجهيل ، قد جعلت الأبواب مشرعة للمروق من الدين ، ممن جهلوا عقيدة الإسلام النقية ، وترعرعوا في أحضان حو/ ثة إيران أو غيرهم من ضعاف الوعي والإيمان ، المسارعين إلى مصادر التمويل الخبيثة راكبين أمواج الزندقة لاهثين خلف أجندات سخرت إمكانياتها لإبعاد شباب اليمن – ذكوراً وإناثاً – عن الإسلام مستغلين ظروفهم المعيشية القاسية لاستقطاب العاطلين وتشويقهم إلى رفاهية الحياة الأوربية وزخرفها ، عبر تسهيل بوابات اللجوء الإقتصادي وغيره ، لمن أعلن تمرده على الدين! أو الابتعاثات ، ودورات التدريب والتأهيل من قبل نشاطات ذات طابع سياسي – متدثرة بأثواب ٍ إنسانية – مشبوهة في أنشطتها ، ظاهرها رحمة وإنساني وباطنها عذاب وشيطاني .
ورغم أن كثيراً ممن فُرضت عليهم الهجرة إلى ديار الغرب ظلوا محافظين على ثوابتهم وقيمهم وأخلاقهم ، إلا أن بعضاً من ساقطي الهمم من ذوي الدناءة والخسة ، قد اختاروا طريقة أسفل سافلين ، وأساءوا إلى اليمن واليمنيين ، وتحولوا إلى مروجين للإلحاد والإنحطاط الأخلاقي بينما بقي آخرون من أهل المروءة والنجابة غير آبهين بعبثية الحياة الغربية ، ومغرياتها ، محافظين على قيمهم وعاداتهم الحميدة ، لم تزدهم الحياة البهيمية إلا تشبثاً بدينهم وأصالتهم .
ولتجار الإلحاد ومتسوليهم :- لقد بدأتم ببيع دينكم مقابل السحت الفاني ، فعوقبتم
بزيغ القلوب ، جزاءً وفاقاً ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
وبدأتم تسولاتكم الإلحادية مادية صرفة مرجحين الدنيا على الآخرة فحرمتم من هداية الله ﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾
وتلكم هي عاقبة تجارتكم الكاسدة، كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ( أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ)
ولكل مؤمن :- البدار البدار بالأعمال الصالحة وفقاً لتوجيهات الحديث أعلاه فذلك من أهم عوامل الثبات على الدين في زمن الفتن والتقلبات .
اللهم ثبتنا على دينك
….