محلية

تعز : الميليشيات تشق طريقاً عسكرياً تحت ذريعة فتح طريق لأبناء المدينة

الرشادبرس..

بدأت ميليشيا الحوثي بشق طريق عسكري في الجهة الشمالية لمدينة تعز تحت ذريعة فتح معابر وممرات فرعية جديدة استجابة لاتفاق الهدنة المبرم بينها وبين الحكومة الشرعية برعاية أممية، ومن أجل التخفيف عن المدينة المحاصرة من قبلها منذ أكثر من سبع سنوات.

وقالت وكالة الأنباء “سبأ” الخاضعة للحوثيين في صنعاء إن سلطات الميليشيا في تعز باشرت رفع الحواجز الترابية عند الضواحي الشمالية لمدينة تعز تمهيدا لفتح طريق بطول 12 كيلو مترا.

ونقلت عن المدعو صلاح بجاش الذي تصفه الميليشيا بمحافظ تعز، إن الطريق التي سيتم فتحها ستعمل على تخفيف معاناة المواطنين، خاصة المرضى والمواطنين الداخلين والخارجين للمحافظة.

ويمر الطريق الذي تتحدث عنه الميليشيا من شارع الستين مروراً بطريق شقتها سلطات الميليشيا مؤخراً ومن ثم عبر شارع الخمسين وبالقرب من معسكر الدفاع الجوي، وصولاً إلى مدينة النور داخل مدينة تعز.

وتستغل الميليشيا فترة الهدنة والضغط الدولي عليها لفتح طرقات تعز التي تقطعها منذ العام 2015، لشق الطريق الذي تقول مصادر عسكرية وإعلاميون وناشطون في تعز إنه لا علاقة لها بالتخفيف على المدينة المحاصرة، وإنما تستغل الميليشيا هذه الذريعة لتحقيق هدف عسكري، باعتبار الطريق يوصل الى تباب ومرتفعات حاكمة عجزت الميليشيا عن استحداث أي طريق فيها سابقاً.

ووفقاً للمصادر فإن الميليشيا عانت خلال سنين الحرب من وعورة الطرق في المناطق المذكورة، والتي كانت عاملاً مساعداً لقوات الجيش المدافعة عن المدينة والتي تمكنت من تثبيت دفاعاتها في معسكر الدفاع الجوي مانعة الميليشيا من إحراز أي تقدم.

وقال عبدالله الشرعبي رئيس المركز الإعلامي للمجلس العسكري بتعز على تويتر، إن “ما تقوم به مليشيات الحوثي في شمال تعز من أعمال شق تعد أنشطة عسكرية لا علاقة لها بالجوانب الإنسانية”.

وأضاف: “تم اختيار المنطقة بعناية لأن امتداد الخط يخدم أهدافاً عسكرية للحوثي لتوصيل المعدات والذخائر والتعزيزات تحت ذريعة تنفيذ استحقاقات الهدنة”.

وأوضح “منذ ثمان سنوات لم يستطع الحوثي شق خط إمداد عسكري الى أطراف (معسكر) الدفاع الجوي والمناطق المجاورة شمال مدينة تعز، واليوم يشقها مستغلا الهدنة والمفاوضات تحت مسمى فتح منفذ”.

إلى ذلك وصف الصحفي ياسين العقلاني الطريق المستحدث بأنه “خطوة عسكرية لا علاقة لها بملف حصار تعز” وأضاف على تويتر أيضاً “العصابة الحوثية تستغل الهدنة لاحداث اختراقات في جبهات القتال”.

من جهته قال الصحفي بندر البكاري: “الحوثيون يشقون طرق عسكرية شمال تعز تحت ذريعة فتح منافذ وممرات فرعية جديدة، هذا عمل عسكري بحت، وخطة تستغل الهدنة الأممية المزعومة، لإيجاد ثغرة إلى جبهة الدفاع الجوي”، وهو ما أكده الصحفي الآخر والمراسل التلفزيوني أحمد البكاري، وأضاف: “من أجل جبل الدفاع الجوي وجبل جرة الاستراتيجيين”.

واعتبر الحقوقي محمد التويجي ما قام به الحوثي “عمل عسكري بحت، وقال: “هذه ليست طريق، ولا معبر للمدنيين، ولا حتى محاولة لتمييع مطالب الناس، هذا عمل عسكري بحت، وخطة تستغل الهدنة لإيجاد ثغرة إلى جبهة الدفاع الجوي”.

من جهته رأى الصحفي توفيق الشرعبي مدير البرامج في قناة اليمن الفضائية،في الطريق تمهيداً لمعركة حوثية قادمة نحو المدينة، وقال: “لكل الأغبياء اللي هللوا اليوم لأضحوكة المليشيات بفتح طريق ترابي فرعي لتعز، هذه أرضنا ومدينتا وترابنا وسماؤُنا، ومش من حق ابوه المتورد يجي من كهوف صعدة يمنّ علينا بحقنا، هذه طريق لمعركة حوثية قادمة نحو المدينة وهو يمهد الطريق للمعدات العسكرية في ظل الهدنة”.

واعتبر الصحفي عبدالسلام القيسي “الطريق الذي شقه الحوثي سيكون خطاً ثانياً لحصار المليشيات المفروض على مدينة تعز بقرار أممي وفصل المدينة الى مدينتين.. بل وتقسيم جغرافي سنه قانونياً.. يجب رفض هذه الطريق، مهما كلف الأمر”.

وأضاف الصحفي القيسي: “يحاول الكهنوت بكل السبل تغيير جغرافية تعز تأميناً للمستقبل، لا يمكنه أن يطمح بالشمال دون أن يقوم بإعادة تعريف المحافظة الواسطة والمدينة الأهم، وفصلها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وحصاره ليس حصاراً عسكرياً لحظياً فحسب يخضع لتواتر المعركة بل يفضي حصاره الى إعادة تعريف وقولبة تعز” حد قوله.

الصحفية لمياء الشرعبي تؤكد ما أورده القيسي وتقول: “بعد أن تقدم الحوثي بخطواته الأولى لخلخلة المجتمع وتفكيكه عقائدياً وقومياً، يخطو الآن تجاه التفكيك الجغرافي لتعز، إنها الحرب الأكثر دمارًا على اليمن، ولن نقبل إلا برفع الحصار عن الطرق الرسمية، ما عداه فإنه تكتيك حربي بأساليب سيكيولوجية، تخدم المصالح العسكرية للحوثيين”.

وتضيف لمياء: “أراهن أن لا جولة ثانية ولا عاشرة ستقنع الحوثي برفع الحصار عن تعز، إنهم كائنات تحمل عقولاً محنطة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى