مقالات

حقوق الناس ومظالمها

بقلم / محمد شبيبة *

أما حقوق الناس، وأعراضها، ومظالمها، فلا الوقوف بعرفة، ولا المبيت بمنى، ولا التزام الملتزم، ولا الدعاء بين الركن والحجر، ولا الصلاة خلف المقام، ولا السعي بين الصفا والمروة يغفرها، أو يكفي في التوبة منها، مالم تُرَد هذه الحقوق إلى أهلها، وتُعاد هذه المظالم إلى أصحابها، ويُطلب منهم فوق ذلك السماح، ويُلتمس منهم العفو …
لا تظن أن الحق العدل سيتركنا نتخوض في أعراض الناس وأموالها ونتعمد أذيتها وظلمهما والكذب عليها ثم يغفرها لنا لأننا لبسنا الإحرام أو أهللنا بالحج!!
اعلم أن الله قد يقابلك فيما يتعلق بحقه بالفضل
ولكنه يقابلك فيما يتعلق بحق الناس بالعدل
جعل سبحانه الجزاء فيما بينك وبينه يقوم على العقوبة أو المغفرة
وجعل الجزاء فيما بينك وبين الناس يقوم على القصاص والعدل.
فما هو للمخلوق لا بد فيه الرجوع
وما هو للخالق قد تمحوه الدموع
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( “مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ). أخرجه البخاري.
اللهم جنبنا الظلم، واغفر لنا الذنوب.
 
*وزيرالأوقاف والإرشاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى