مقالات

عداء إيران واسرائيل للعرب بمقياس عاملي التاريخ والجغرافيا

بقلم /عبدالحكيم الجابريان المفاضلة بين عدوين واضحين للعرب كاسرائيل وإيران، أمر غير مقبول أخلاقيا ولا انسانيا، وان من يفعل ذلك أقل مايقال عنه ان فعله فارغ من الحكمة السياسية، كون عداوة اسرائيل وايران للعرب مثبوتتان بأحقادهما التاريخية للعنصر العربي والاسلامي، الى جانب ماتؤكده ممارساتهما من احتلال للأرض والتنكيل بالانسان، وبدون التهاون او التقليل من عفانة كل منهما، لابد من الحديث عن المخاوف والأخطار التي تبثها كل واحدة بالمقارنة مع الأخرى، سواء من حيث حجم هذه الأضرار والمخاطر على المستويين التاريخي والجغرافي، ما يستدعي ضرورة كشف وتعرية ذلك، انطلاقا من الدفاع عن المصالح الوطنية والقومية.
ولمن أراد الخوض في أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين الدولتين، لابد له أن ينطلق من قراءة موضوعية للواقع، ومن خلال الوقائع التاريخية والآنية التي يجب قرائتها بدقة وروية، خاصة ان هناك كثير من أوجه التشابه بينهما، كما ان بينهما قاسم مشترك أساسي، يمكن ادراكه دون كثير من العناء، هو ان الدولتين تستخدمان الدين كمبرر لوجودهما، وانهما تتخذانه غطاء لممارساتهما العدائية.
إيران واسرائيل تتشابهان في ثلاثة أشياء مهمة، أولها ان كل واحدة منهما تعاني من عزلة ثقافية مع محيطها، بسبب الاختلاف في ثقافة كل منهما مع جوارهما، في مقدمة ذلك الدين واللغة، وثانيا الشعور بالقوة على حساب جيرانهما، الأمر الذي يجعلهما مهووستان بممارسة سياسة الارهاب والغطرسة، والشبه الثالث هو الحقد الى حد المرض تجاه العنصر العربي، وهو حقد تاريخي مستحكم، بل اصبح جزء من عقيدة وثقافة النظامين الحاكمين في طهران وتل ابيب، وهو مايجعلهما في صف واحد في العداء للعرب، والتعاون وتبادل الأدوار بينهما في ذلك.
تاريخيا، تعنبر إيران أكثر عداوة من الكيان الصهيوني بحساب الزمن، اذ تمتد عداوتها للعرب لقرون عديدة، فاذا كان كيان اسرائيل وجد في العام 1945، ومن هذا التاريخ بدأت في حروبها واحتلالاتها للأراضي، فان عداوة ايران للعرب بدأت منذ فترة بعد فتح بلاد فارس، والقضاء على حكم الأكاسرة الذي تم بدوافع دينية وكبشارة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبرز أكثر في ممارسة هذا العداء مع بداية القرن السادس عشر، مع عودة الصفوية، التي مارست التآمر ضد العرب والمسلمين، بنعاون وثيق وواسع مع الصليبيين، وخاضوا معا حروب عدة، بل بلغ الأمر الى حد التآمر مع الصليبية الكاثولوكية لاحتلال مكة والمدينة، لما للمنطقتين من رمزية وقدسية عند العرب والمسلمين.
أما من الناحية الجغرافية، فاذا كان الكيان الصهيوني “اسرائيل” يحتل فلسطين، والجولان في سوريا، ومزارع شبعا في لبنان، فان إيران تحتل اقليم الأحواز العربي منذ ابريل 1925م، الذي تبلغ مساحته أكثر من 160 ألف كلم مربع، وهو أكبر مساحة من فلسطين بثمانية أضعاف، اضافة الى احتلالها للجزر الاماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.
علاوة على الاحتلال العسكري المباشر للأرض، فان أذرع إيران تمتد داخل العديد من الأقطار العربية، كاليمن عبر جماعة الحوثيين، والعراق ممثلة في الحشد الشعبي، وفي لبنان التي يمثلها حزب الله، وفي سوريا عبر المليشيات التابعة للحرس الثوري، ناهيك عن تبنيها لمبدأ تصدير الثورة، من خلال خلق صراعات داخل البلدان العربية قائمة على الطائفية، بهدف توسعة نفوذها، وهكذا نرى انه بمقياس التاريخ والجغرافيا، وبحساب الأرقام والنفوذ، ان إيران هي الأكثر ضررا وخطورتا على العرب، مقارنة باسرائيل التي لا يعفيها ذلك من كونها دولة معادية، وانها لا تقل عنها عفانة وبشاعة، وان الجهاد ضدهما أمر مقدس، يفرضه الدين والقيم الوطنية والقومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى