مقالات

عـاد أيلـول

بقلم /موسى المقطريما إن يفوح عبير  أيلول إلا وتشتاق النفوس إلى الاستزادة من معينه النضالي العذب وتسعد الأرواح بإطلالته البهية ، وما ذاك إلا لأنه يحوى في نهاراته المشرقة خير يوم طلعت فيه الشمس على اليمنيين وعلت فيه الهتافات معلنة انتهاء حقبة من الظلم والظلام أرجعت اليمن قروناً إلى الوراء ، وزرعت بينهم الطائفية والعنصرية وتمجيد السلالة دوناً عن بقية الشعب ، فتشكلت الغضبة اليمنية على هيئة انتفاضات وتمردات على دولة الإمامة ثم لبست  في مثل هذا الشهر تاج الانتصار ورداء التحرر والانعتاق . في العام 2014م تمكن الإماميون على حين غرة وفي لحظة ضعف من الانقلاب على الجمهورية واختاروا 21 سبتمبر لتنفيذ هذا المخطط السيئ حقداً وانتقاماً من هذا الشهر المجيد ، وظنوا وهم في لحظة انتفاشة كاذبة أنهم يستطيعون تغيير الواقع والتاريخ ، وإعادة صياغة الأحداث بالالتفاف على الجمهورية واسقاط مقومات الدولة ونهب امكانياتها ومؤسساتها العسكرية والمدنية رغبة في تحقيق حلمهم باستعادة الإمامة مشروعاً ودولة ، وما وضعوا حساباً أن أجيال اليوم قد تشبعت بالحرية وآمنت واعتقدت بمبادئ الثورة ، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال التفريط بنضالات الآباء ، وتماماً كما تبددت أحلام الإماميين القدماء تبددت أحلام الإماميين الجدد فرفض الشعب انقلابهم واستلم مناضلوا اليوم من مناضلي الأمس راية الثورة والجمهورية للذود عنها لتظل خفاقة بهية .
يعود أيلول البهي ليؤكد بما لا مجال للشك أن شعباً رفض الإمامة في القرن الماضي ولفظها إلى مزبلة التاريخ ، قادر –بعون الله– أن يلفظ الإمامة في هذا القرن من جديد الى نفس المزبلة ويهيل عليها التراب لتكون الرسالة واضحة جلية لكل من يقف في وجه نيل الشعوب حقوقها كاملة ، وأولها حقهم في إدارة بلدهم واختيار حاكمهم ، والإستفادة من ثروات أرضهم بعيداً عن أوهام تفوّق سلالة بعينها ، أو أفضلية أسرة أو منطقة بذاتها . نعاهدك يا سبتمبر ان لا نترك لصوص الجمهورية هذه المرة ليعودوا من جديد لسلب حقنا في التحرر والكرامة والمساواة ، يتردد في أسماعنا وقلوبنا صوت ‘الشهيد محمد محمود الزبيري” وهو يستنهض الشعب قائلاً :
يا قوم هبوا للكفاح وناضلوا إن المنام عن الذمِام حرام
لن يبرح الطغيان ذئباً ضارياً ما دام يعرف أنكم أغنام فتكلموا كيما يصدق أنكم بشرٌ ،  ويشعر أنه ظُــلَّام وتحركوا كي لا يظن بأنكم موتى ويحسب أنكم أصنام
مع عودة أيلول/سبتمبر سلامٌ عليكم ايها المناضلون الكرام اينما حللتم وحيثما ارتحلتم في جهات الوطن الأربع ، ها هو عبق النضال السبتمبري يلون السماء بألوان الحرية الجميلة ، وأرواح الشهداء  تحلّق لتحرسكم كل ذات ملمة ، والوطن يدعوكم لمزيد من الهمة لننال حريتنا كاملة غير منقوصة . دمتم سالمين ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى