مستقبل اليمن بوحدته و اتحاده
الرشادبرس_ مقالات
مقال /احمد عبدالملك المقرمي
يمثل يوم إعادة الوحدة اليمنية الغراء؛ ثمرة من ثمار الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر، مثلما كان يوم الثلاثين من نوفمبر الثمرة الأولى للثورة اليمنية.
يوم الثلاثين من نوفمبر؛ يوم الاستقلال، لم يأت هبة من أحد، و لا مِنّة من أي جهة من الجهات، و إنما جاء بنضال مستمر، و كفاح ممتد.
وما كان ليوم الاستقلال المجيد أن يكون لو لم تسبقه ثورة 14 أكتوبر 1963م. و لا كان لثورة أكتوبر أن تنطلق لو لم تكن ثورة 26 سبتمبر قد انطلقت فهيئت الأرضية، و أعدت الميدان.
و جاء يوم 22 مايو ليترجم نضـــــــالات و أهداف و شعار، و هتافات الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر.
ليس بمقدور أحد أن يُهمّش؛ فضلا عن أن يلغي حجر الزاوية و تشييد الأساس المتمثل بالثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر ، فقد قام على كاهل ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر استكمال التحرير، و ترسيخ الثورة، و النظام الجمهوري، و مضت الثورة تسعى جاهدة نحو بنـــاء أهم التحولات المنشــودة ســواء ما يخص بناء التحولات التنموية، أو التحولات الديمقراطية التي من شأنهما تعزيز الحرية، و العدالة، والمساواة.
لقد كان من أهم مهام الثاني و العشرين من مايو أن تقود هذه التحولات، فقد كانت قضية إعادة الوحدة اليمنية هو تحقيق الهدف الإستراتيجي، و المشروع الوطني الأهم الذي كان يطمح إليه كل اليمنيين.
و أحسب ــ يقينا ــ أن هذه المهمة لاتزال في صلب مهام وحدة 22 مايو، مع ضرورة تصحيح الإخفاقات و الأسباب التي عرقلت، أو أعاقت مسار تنفيذ المشروع الوطني الكبير الذي يليق باليمن الكبير الذي هتف له الجميع: بالروح بالدم نفديك يا يمن.
إن العــالم يعيش مظاهر توحّش مشــاريع استعمارية، و إن هذه المشاريع الاستعمارية المتوحشة ترى في الأقطار العربية أهدافا سهلة الابتلاع ؛ بل ترى ـ للأسف ـ في الوطن العــــربي؛ بمساحته المترامية منطــقة رخــوة، يمكنها من التمــــدد على حسابها.
إن على العــــــرب كأمة، أن يحْــذروا من هذا التربص لتلك المشاريع المتوحشة، و التي قد بدأت في عملها بخطـــوات لا يجهلها إلا من يتغابى، و لا يمانع في أن يغالط نفسه. و إن على اليمنيين و هم يحيون الذكرى الرابعة و الثلاثين لإعادة الوحدة اليمنية أن يكونوا أكثر يقظة لما ينتظرهم من مخطط يهدف لتمزيق اليـمن، و مهمة كل اليمنيين إسقـاط تلك المخططـات ، و إن أي تخاذل، أو انجرار نحو عواطف صغيرة، أو ردود فعل غير سوية؛ فإنها ستكون بمثابة من يعمل على تهيئة الظروف لإنجاح مخطط المشاريع المتربصة المتوحشة و تنفيذها.
وبعيدا عن العواطف، و انفعالات ردود الأفعال، وحذرا من مكر المـــــاكرين، و أطمــاع المتربصين، علينا ألا نفرط بوحدة اليمن و اتحاده، حيث ضمان حاضر اليمن و مستقبله يعتمد كل الاعتماد على الوحدة و الاتحاد.