معادلة ملامح الصراع في الشرق الأوسط
بقلم / فتاح المحرمي
– من وجهة نظري أن إسرائيل – ومن خلفها أمريكا وبريطانيا – تعمل على مسارين في مواجهة الحرب الدائرة في قطاع غزة وكردة فعل على ما تلقته من ضربة موجعة في 7 أكتوبر، وهي محاولة تسعى من خلالها لاستعادة التوازن بعد السقوط جراء هذه الضربة.
– المسار الأول هو الإبقاء على الإنقسام في الداخل الفلسطيني وتغذيته نحو التصعيد بين الفصائل الفلسطينية، أما المسار الثاني فهو استهداف أمن واستقرار المنطقة العربية وتحديداً منطقة الشرق الأوسط وتصعيد التوتر فيها، لتشكيل تهديدات على مصالح هذه الدول بهدف ممارسة الضغط عليها لتمرير مشاريع تخدم إسرائيل.
– ومن أبرز مظاهر المسار الثاني تصعيد ملف سد النهضة، وكذلك تدخل إثيوبيا في الصومال، وتعطيل جهود التوصل إلى حل في السودان، والتي قد ييدوا أنها نوع من أنواع الضغط على مصر من أجل تمرير مشروع التهجير القسري من غزة، ويدخل استغلال تهديد الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وتدويله في إطار المسار الثاني، والذي يرجح أنه يهدف للضغط على دول المنطقة جميعاً من أجل تمرير مشاريع تخدم إسرائيل.
– من وجهة نظري أن مواجهة ذلك تتطلب مسارين مضادين وبعكس الاستراتيجية الأول السعي للتوافق في الداخل الفلسطيني وتعزيز الجبهة الداخلية، والثاني الحد من مستوى التوتر في المنطقة العربية وصولاً لتحقيق الأمن والاستقرار فيها وتعزيز الشراكة وحماية جميع المصالح بما فيها التجارة الدولية وامدادات الطاقة التي تعد من الركائز الاقتصادية لدول المنطقة.