مقالات

نبوءات الملالي ومصالح إيران في اليمن

 

مقال

الرشادبرس..

بقلم / يحيى_مهيم

تزعم النبوءات الكهنوتية الإيرانية في تاريخها الطائفي المشوه أن رايات المهدي السوداء تخرج من اليمن, وعلى ضوء هذه النبوءة التي يتداولها الملالين من مرجعيات الفكر الخميني بنت طهران علاقتها الإمبراطورية التوسعية في المنطقة مع اليمن.

وهذا البعد الفكري المتطرف ما جعل دهاقين الحكم في طهران يبدون اهتمامهم منذ تأسيس الدولة الصفوية في إيران منذ عدة قرون وانسحب هذا الاعتقاد إلى مفاهيم القوة السياسية كما في عهد الشاه ثم إلى مفاهيم القوة العسكرية مع انطلاق ثورة الخميني في عام 1979 م والتي دشنتها بحرب ضروس مع دولة العراق العربية ذات التوجه القومي في بداية ثمانينات القرن الماضي حيث كان اليمن مناصرا لبوابة الوطن العربي بإرسال أرتال وألوية من قواته المسلحة الذين سقط منهم المئات من الشهداء على أطراف خنادق حرس الخميني العقائدي في شرق العراق قلعة الصمود ضد الغزو الطائفي الديني المتشدد والقومي الفارسي الإمبراطوري .

ومن هنا بدأت علاقة ومصالح نظام الملالي في طهران مع اليمن كأحد روافد المدد العربي في مواجهة المد الفارسي الذي قضى على الحصون العربية واحدا تلو آخر انطلاقا من بغداد وصولا إلى صنعاء في عام 2014 م.

بدأت المصالح العسكرية الإيرانية في اليمن باستيعاب بعثات طلابية طائفية كانت عبر سوريا ورأت طهران أن تطورها من علاقة ثقافية إلى علاقة إنسانية فأنشأت المستشفى الإيراني في صنعاء ليس لمساعدة الشعب اليمني في المجال الصحي والانساني بل لتجعله غطاء لأنشطتها المشبوهة باستقطاب شخصيات طائفية مهمة لها مثل بدر الدين الحوثي وابنه حسين والرزامي وعزان في محافظة صعدة وفي صنعاء جعلت أبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي وغيرهما من قيادات ما كان يعرف ب( الشباب المؤمن) الذي تحول بعد مصرع زعيمه حسين الحوثي إلى ( حركة أنصار الله ) الحوثية .

لقد بدا واضحا أن مصالح طهران في اليمن رعاية طائفة ذات أقلية تشكلت نواتها منذ السبعينات لتسلحها وتمكنها من الوصول إلى سدة الحكم في صنعاء بشتى الوسائل العسكرية بدأت بالتمرد على للدولة المركزية في عام 2004 م .ثم الوصول إلى احتلال سواحل الحديدة على البحر الأحمر بعد عشر سنوات من التوغل داخل النسيج اليمني واستثمار شعار المظلومية الذي أحاطت به طهران جماعتها الطائفية لخلق مبرر لنصرتها وصولا إلى التدخل السافر بنقل سلاحها عبر الجو بواقع رحلتين في اليوم .

إن مصالح طهران في اليمن تنطوي على أفعال شريرة لا تقوم على مبدأ التعاون من أجل مصلحة البلدين وزيادة التنمية والتجارة لبلد متخلف مثل اليمن وإنما تطور مفهوم المصالح الإيرانية إلى تمكين أقلية طائفية من الحكم والتي كانت تشتكي من التهميش والصراخ المزعوم إلى جماعة عنصرية سلالية جذبت إلى منظومة الحكم كل من تزعم أن له عرقا سلاليا يعود إليها عبر جغرافيا اليمن بأكمله.

أن طهران لم تبني مدرسة ولم تحفر بئرا لمياه الشرب ولم تنشئ محطة كهرباء تصب في مصلحة اليمنيين حتى طائفتها الحوثية التي شكلتها على هيئة مجموعة من اللصوص الذين ينهبون ثروات البلاد باسم الدين والخمس وترسل مليارات الدولارات لبناء شركة نفطية وبترو كيماوية في إيران وسوريا وغيرها من دول محورها التي تخضع لوليها الفقيه خامنئي والذي سياتي بعده.

وأصبح اليوم أحد المسؤولين للأمن القومي الإيراني يتبجح بالقول نحن نتواجد على مياه الخليج و نتواجد على سواحل البحر الأبيض المتوسط ( البحيرة الأوروبية ) ونحتل سواحل الحديدة على البحر الأحمر وبالقرب من باب المندب والتي أرسلت قراصنتها لخطف السفن التجارية واستهدافها بالصواريخ إيرانية الصنع المطورة هذا في الجانب العسكري ، وفي الجانب الاقتصادي أرسلت مالكي شركة الاتصالات البلوش العمانيين للاستحواذ على شركات الاتصالات لمص دماء الشعب اليمني اقتصاديا وغدا سوف نسمع عن شركات إيرانية بمسميات أخرى في عدد من مناطق سيطرة الحوثي والتوجه عبر عمان إلى مد خط أنابيب غاز للأراضي اليمنية عبر مشاريع ذات بعد طائفي في المنطقة .

لترسخ مصالح إيران في قلب الجزيرة العربية والدعوة لازدهار المنطقة عبر استخدام الحوثي الصواريخ المجنحة الإيرانية من أجل التفاوض مع إيران لدول الجوار على تخصيب مصالحها في المنطقة والهيمنة على المضايق العربية في قلب الوطن العربي هرمز – باب المندب – قناة السويس لإضعاف الاقتصاد العربي وتهديد وابتزاز الغرب باستهداف خطوط التجارة العالمية في منطقة حيوية من العالم سماها منظرو الجغرافيا السياسية بالجزيرة العالمية أي الجزيرة العربية التي من يسيطر عليها يحكم سيطرته على العالم .هذه هي باختصار مصالح إيران في اليمن .

هذه هي باختصار مصالح النظام الإيراني في اليمن وفي محيطه الخليجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى