وقفة مع تسييس الأضرحة
الرشادبرس_ مقالات
بقلم د/محمد بن موسى العامري _ رئيس الهيئة العليا لإتحاد الرشاداليمني
الإسلام دين التوحيد ، والعقل والفطرة السوية ، وجميع الأنبياء والرسل بعثوا لتحقيق عبادة الله وحده ، ومحاربة الشرك والخرافة بأنواعها ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾
فليس في ساحة الإسلام كهانة ، ولا خرافة ، ولا وثنية ، ولا تغييب لفطرة الناس وعقولهم ، وما يلاحظ من تسييس وتنامٍ لأسواق القبور والأضرحة في بعض مناطق اليمن ، وربط الناس بغير خالقهم من الموتى وتسويغ الإستغاثة بهم ومناداتهم من دون الله ، ونحو ذلك من المسالك المنحرفة البلهاء ، ماهي إلا محاولة بائسة ، ومسيسة لاغتيال التدين الصحيح والعقول والفطرة السليمة والزج بها في متاهاة الغواية والضلال ، وصرف الناس عن دعوة التوحيد الخالص إلى تدين محرف ممسوخ مشوه لمآرب .
وخلاصة الأمر :-
فإنّ دعوة الناس إلى الإعتقاد في الموتى والإستغاثة بهم ، والطواف حول قبورهم والتمسح بأتربتهم ، وطلب الإستشفاء والحاجات منهم لها مقصدان :-
الأول :- مقصد محلي :-
وهو خلق هالة من التقديس والتبجيل والتعظيم لسلالة معينة – لأغراض سياسية واجتماعية واقتصادية – بحجة تفوق عنصريتهم وحلول البركة في ذواتهم ، ولباسهم ، وعرقهم ، ولعابهم ، ومن ثمّ جعلهم بوابة حصرية لفهم الدين ، وتعطيل الاستنباط والنظر من خلال الكتاب والسنة .
الثاني :- مقصد خارجي :-
لتشويه صورة الإسلام وصد الناس عنه وأنه دين طقوس خرافية ، وهرطقات وشعوذة ، ودروشة ، وكهانة لا يتفق مع العقل والمنطق السليم ، ولذا يتم الترويج السياسي من دوائر عالمية، لهذه التوجهات المشبوهة ، ودعمها مادياً ومعنوياً ، لحرف الناس عن مسار الإسلام الصحيح القائم على التوحيد والإعتدال والوسطية إلى مثل هذه الفرق والطوائف المغالية ، كما دعمت تيارات الغلو والتطرف ، والعنف كالحوثة وداعش وأخواتها والنتيجة واحدة وهي الإساءة إلى الإسلام ، وإبعاد الناس عنه .
اللهم أرشدنا إلى دينك القويم
رئيس الهيئة العليا لإتحاد الرشاداليمني