أخبار العالم

الناتو يجري مناورات قرب الحدود الروسية

الرشاد برس ــــ دولـــــــــــــــي

نفذ حلف شمال الأطلسي ، مناورات على حدود مقاطعة كالينينغراد الروسية وأكد أنه لن يكون هناك سلام إذا انتصرت الأخيرة في أوكرانيا، في حين وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إطارا زمنيا لمحادثات جديدة محتملة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وحدد 3 مطالب.
وجرت مناورات “توماك-22” (TUMAK-22) في منطقة سوفاوكي ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي تقع شمالي بولندا بين بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي وسط توترات بين الناتو وروسيا بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
وكالينينغراد مقاطعة إدارية تابعة لروسيا، لا تربطها أي حدود برية بها، حيث تطل على بحر البلطيق وتقع بين دولتي ليتوانيا وبولندا في القارة الأوروبية، لكنها اعتبرت طوال تاريخها مدينة عسكرية، فإطلالتها على بحر البلطيق جعلت منها خيارا ممتازا لإقامة قواعد عسكرية.
وتعد منطقة سوفاوكي التي تجري فيها المناورات ذات أهمية إستراتيجية لأن استيلاء روسيا عليها سيعزل دول البلطيق عن بقية دول الحلف، كما أنها ذات أهمية بالغة لأمن الجناح الشرقي للحلف الأطلسي.
وتضمنت المناورات تدريبات على عبور المياه والهبوط شارك فيها جنود بولنديون وأميركيون ومن دول أخرى في الحلف، ونفذت قوات أميركية في دبابات “أبرامز” محاكاة مطاردة للعدو، وبينما تردد دوي انفجارات في بحيرة كيبنو بالقرب من قرية كلوسه مع بدء محاكاة هجوم، منعت السحب المنخفضة الطائرات العسكرية من المشاركة في المناورات عند البحيرة.
وقالت وزارة الدفاع البولندية إن التدريبات تضم ألفي جندي من القوات البرية والجوية وتستخدم فيها أكثر من ألف قطعة من معدات الدعم القتالي واللوجيستي، في حين صرح ضابط بولندي كبير بأن التدريبات جزء من مناورة كبرى تجري منذ عدة أسابيع بالمنطقة.
وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك إن الحلفاء يعرفون الأساليب التي تستخدمها روسيا وأساليب الدفاع الفعالة، وكانت بلاده عززت قواتها المسلحة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتخطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وفي رومانيا، شارك مئات من جنود الحلف الأطلسي في تدريبات مشتركة أطلق عليها “بلاك سكوربيونز” (BLACK SCORPIONS 22.8)، وضمت التدريبات جنودا من رومانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبولندا والبرتغال.
وبالتزامن مع المناورات، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنه لن يكون هناك سلام دائم إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا، مؤكدا أن الحلف سلّم كييف ما يمكنها من التصدي للمسيّرات ولن يتراجع عن دعمها.
وبالتزامن مع تسخين الأجواء المناورات والتدريبات بالجناح الشرقي للناتو، أعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن الرئيس إيمانويل ماكرون لن يجري محادثة جديدة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل زيارته الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن المحادثات تجري وفقا للاحتياجات وليس على أساس روتيني.
وقال مستشار للرئيس ماكرون، في تصريحات صحفية، إن المحادثة مع بوتين ستجري “في وقت قريب بما فيه الكفاية”، موضحا أنه لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.
وأضاف المسؤول الفرنسي أن ماكرون يود تذكير بوتين بمطالب فرنسا، وهي “أن تغادر القوات الروسية أوكرانيا وأن تستعيد أوكرانيا سيادة ووحدة أراضيها”، بالإضافة إلى تأمين محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
والأربعاء، أعلن الرئيس الفرنسي أنه يعتزم إجراء اتصال مباشر مع نظيره الروسي في الأيام المقبلة بشأن المسائل النووية المدنية، ومنها الوضع في محطة زاباروجيا النووية.
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بقصف المحطة التي تعد الأكبر من نوعها في أوروبا، الأمر الذي يثير مخاوف من حدوث كارثة نووية.
ومؤخرا، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون سيتصل ببوتين بعد قمة مجموعة العشرين التي عُقدت يومي 15 و16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في جزيرة بالي الإندونيسية، وجرت آخر محادثة بين الرئيسين في 11 سبتمبر/أيلول الماضي.
من جهة أخرى، اعتبرت روسيا الجمعة أن القرار الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي ويصنفها “دولة راعية للإرهاب” بسبب حربها في أوكرانيا “لا يمت بصلة” لمكافحة الإرهاب.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن القرار “خطوة غير ودية” وجزء من “حملة يشنها الغرب ضد بلادنا”.
وكان البرلمان الأوروبي صوّت على القرار الأربعاء الماضي، داعيا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذوه.
وتمت الموافقة على القرار بأغلبية 191 صوتا مقابل معارضة 58 صوتا وامتناع 44 عن التصويت، وكانت أوكرانيا طالبت مرارا المجتمع الدولي بإعلان روسيا “دولة راعية للإرهاب”.
ويعد قرار البرلمان الأوروبي في هذه المرحلة رمزيًّا في ظل غياب إطار قانوني ملائم في الاتحاد الأوروبي على عكس الولايات المتحدة التي تمتنع حتى الآن عن تصنيف روسيا “دولة راعية للإرهاب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى